«تيار المستقبل» حاجة للشيعة قبل السنّة
محمد علوش- الديار
لم يصدق جمهور «تيار المستقبل» ما يُقال حول اعتزال سعد الحريري السياسة، ولا يزال ينتظر عودته الى لبنان لإطلاق العمل الانتخابي الرسمي، وهو أمر قد لا يكون سهلاً أمام «المستقبل» الذي فقد رئيسه «أمل العمل في السياسة في لبنان، وينوي الاهتمام بالأعمال لتسديد ديونه الكبيرة».
بالنسبة إلى الجمهور الأزرق، فإن الزعيم السني الأول في لبنان لا يمكن أن يتخلّى عن ناسه، وبحسب مصادر قيادية في «المستقبل»، فإن الصورة السوداء التي انتشرت ليست سوداء للدرجة التي حاول بعض الإعلام تصويرها، دون أن يعني ذلك أن الحريري لا يفكر في عدم خوضه للانتخابات النيابية المقبلة لأسباب عديدة.
تجزم المصادر في «المستقبل» أن الجميع بانتظار عودة سعد الحريري الى بيروت، والمفترض أن تحصل خلال ساعات لبناء الموقف المناسب والنهائي، مشيرة الى أن قياديين في «التيار» ينوون خوض حملات مكثفة لإقناع الحريري بالتراجع عن خياره الابتعاد، وإخباره أن المال لن يكون مشكلة لتمويل الانتخابات، لأن متمولين خارج لبنان على استعداد للدفع.
وتؤكد المصادر نفسها أنه بحال كان جواب الحريري سلبياً وقرر عدم خوض الاستحقاق، فإن «التيار» لن يؤلف اللوائح باسمه، ولكن للمرشحين الحرية بالترشح، ولن تكون مشكلة أن يعمل «التيار» بالحد الأدنى لحث الناخبين على التصويت لهؤلاء المرشحين، ولكن عندئذ سيكون على كل مرشح أن يموّل انتخاباته وحده، مشيرة الى أن هذا الأمر بكل تأكيد سينعكس على التحالفات أيضاً، إذ سيفقد «التحالف مع تيار المستقبل» قيمته بالنسبة لكثير من الأطراف، منها «المردة».
في حال خرج «تيار المستقبل» من دائرة الضوء السياسي، فإن «السنّة» في لبنان سيعيشون الإحباط نفسه الذي عاشه المسيحيون بعد اتفاق الطائف، بحسب مصادر سياسية ، خاصة أن الدول الخليجية، والسعودية تحديداً لم تقرر دعم أي شخصية أخرى، حتى بهاء الحريري الذي حاول إطلاق مشروع عمل سياسي متكامل منذ عام ونيف، يبدو أنه تراجع بعدما لم يجد «أرضاً خصبة» لمشروعه، وبالتالي، لا يوجد اليوم على صعيد لبنان كله أي شخصية سياسية سنّية قادرة على رفع معنويات السنة في لبنان.
إنّ هذا الواقع، وإن كان سيدفع باتّجاه بروز شخصيات سنية كثيرة تحاول حصد الشارع السني، إلا أنه بمكان ما سيغذي شعور الإحباط، على حد قول المصادر، وسيدفع بالتالي إلى التطرف في هذا الشارع، لا سيما في الشمال، في طرابلس وعكار، وهذا ما سيضر كثيراً كل الفئات السياسية الأخرى. فعندما كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتمسك بسعد الحريري ويواجه كل محاولات إضعافه، لانه يعلم بأن هذا التيار ورئيسه ضمانة للشارع السني وبالتالي الشيعي، وبحال خرج التيار من الساحة السياسية، وسيطرت جماعات أخرى عليه، سواء كانت متطرفة دينياً، أو متطرفة سياسياً، سيعلم كل الذين انتقدوا سياسة بري تجاه الحريري «قيمة» هذا التيار بالستاتيكو اللبناني.