الحدث

ميقاتي يعود اليوم ولبنان في الخارج مدعوم وفي الداخل مأزوم

يعود رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى لبنان اليوم بعدما شارك في أعمال مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في اسكتلندا.
واشارت “النهار”الى انه” على أهمية اللقاءات التي أستكملها رئيس الحكومة أمس في غلاسكو على هامش ترؤسه وفد لبنان إلى قمة التغيّر المناخي الأممية، وخصوصا مع وزير الخارجية الأميركي، فإن أي معالم واضحة لاحتواء تداعيات العاصفة الخليجية لم تظهر بعد في ظل التخبط اللبناني المكشوف في اتخاذ أي خطوة تتجاوز اطار الكلام والوعود وابداء النيات الطيبة. ومع عودة ميقاتي إلى بيروت في الساعات المقبلة ستنتقل وجهة تركيز الاهتمامات من لقاءات غلاسكو إلى تقصي مصير الحكومة نفسها في ظل سقوطها في هوة بين حدين لا تملك التأثير على أي منهما: تصلّب ” فان حزب الله” حيال رفض أي اتجاه لاستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي حتى لو طلب ذلك رئيس الجمهورية نفسه ورئيس الحكومة لبدء الخروج من الإعصار المؤذي الذي يهدد مصالح لبنان في العمق. ومضي الدول الخليجية الأربع التي بدأت إجراءات القطيعة مع لبنان وهي المملكة العربية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة والبحرين في استكمال هذه الإجراءات تباعاً وتصاعدياً بما لا يبشر بنهاية وشيكة لهذه الازمة غير المسبوقة.

وأما الرهان على وساطات كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية الأخرى كقطر، فلن يكون سهلاً الركون اليه في اقناع الدول الخليجية بوقف حملة الإجراءات، فيما لا يزال لبنان الرسمي يظهر تخبطه وعجزه عن اتخاذ الخطوة الأساسية المطلوبة وهي حمل وزير الاعلام على الاستقالة طوعاً، الامر الذي شلّ أكثر فأكثر الحكومة ووضعها امام احتمال الانقسام من داخلها.

وذكرت” البناء” أن لا توافق في الحكومة حتى الساعة على اتخاذ أي قرار بل الانقسام سيد الموقف وحتى الوزراء المحسوبين على تيار المستقبل غير مقتنعين بتقديم استقالتهم ولا استقالة الحكومة ولا حتى استقالة قرداحي على رغم تصريحاتهم الإعلامية التي تعاكس قناعاتهم، لا سيما بعدما أدرك الجميع بأن استقالة قرداحي ستدفع وزراء حزب الله وربما وزراء آخرين للاستقالة ما يهدد بتطييرها الأمر الذي لا يريده ميقاتي ولا الولايات المتحدة وفرنسا ولا تخدم المصلحة الوطنية»، فيما يترك التيار الوطني الحر بحسب ما تشير مصادره لـ«البناء» للوزير قرداحي حرية تقدير الظرف واتخاذ الموقف المناسب وكذلك الوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية. ويسأل الفريق المعارض لاستقالة وزير الإعلام خلال المشاورات عن المرحلة التي تلي الإقالة؟
وشددت أوساط نيابية مطلعة لـ«البناء» إلى أن لا بد من التوصل إلى اتفاق على حل وسط بين بيروت والرياض وعلى قاعدة الاحترام المتبادل وحماية السيادة والمصلحة الوطنية، لكنها حذرت من أن السعودية متجهة الى مزيد من الإجراءات التصعيدية ضد لبنان على صعد عدة سياسية وتجارية.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ»الديار»: «لو كانت استقالة الوزير قرداحي تحل الازمة لأقدم عليها دون تردد… لكن الاشارات التي تصلنا تؤكد انها ستكون دون نتائج تذكر، لذلك يفترض الانكباب على طلب مساعدة دولية وبالتحديد أميركية – فرنسية لحل الازمة، ومن هنا كان اصرار الرئيس ميقاتي على لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كما الوزير بلينكن، وان كان الرجلان لم يتعهدا بأي شيء واكدا ان بلديهما سيبذلان كل الجهود اللازمة لمساعدة لبنان».

وتضيف المصادر: «ننتظر ما ستؤول اليه نتائج الاتصالات الدولية مع الرياض وعودة الرئيس ميقاتي لنبني على الشيء مقتضاه، من دون ان يعني ذلك اننا لن نتجاوب اذا كانت استقالة ميقاتي ستأتي بحد ادنى من النتائج».

وقالت مصادر سياسية مطلعة على الحراك اللبناني والدولي الحاصل ان «احتمالات تحقيق خرق في جدار الازمة تبدو ضئيلة جدا ويبدو الافق مسدودا حاليا، ما يحتم علينا كلبنانيين التعامل مع الامر الواقع ومحاولة امتصاص تداعيات الازمة والاستفادة من التعاون الاميركي – الفرنسي الذي سيستمر حتى آذار المقبل باعتبار ان كل ما يعني باريس وواشنطن حاليا الحفاظ على حد ادنى من الاستقرار السياسي والامني في لبنان لضمان اجراء الانتخابات النيابية، اما بعد ذلك فلكل حادث حديث».

وكتبت” اللواء”:وتحدثت المصادر المتابعة عن مسعى لعقد جلسة لمجلس الوزراء، يصدر عنها اعتذار رسمي كبير للسعودية والإمارات عما صدر عن الوزير قرداحي، وعلى اعتبار ان أزمة العلاقات القائمة مع الاخوة في الخليج، تجاوزت وزير الإعلام قرداحي لتطول الوضع اللبناني برمته.
وفي حال فشلت هذه المحاولة أيضا، فسيكون الرئيس ميقاتي مطالبا بالاستقالة، من جانب رؤساء الحكومة السابقين، الذين رشحوه لرئاسة الحكومة، وقد بات بعضهم يجاهر، بالاستعداد لسحب الثقة من ميقاتي، وضمن إطار موقف إسلامي جامع.

وكتبت” نداء الوطن”: يعود الرئيس نجيب ميقاتي إلى مطار رفيق الحريري الدولي اليوم بـ”مظلّة” أميركية – فرنسية نسج خيوطها على هامش قمة المناخ، علّها تقيه “حرّ” الصحراء العربية و”شرّ” الشظايا الحوثية التي أحرقت أوتاد خيمته الحكومية… وبانتظاره لا تزال قوى 8 آذار مرابضة في خندقها الهجومي ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج، تتربص بالمغانم السياسية المتاحة مقابل تقديم “ورقة” استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي على طبق التسويات الداخلية والخارجية.
وفور عودته، سيهرع ميقاتي باتجاه محاولة إخماد “ألسنة” اللهب الوزارية، بدءاً بلقاءات مكوكية سيعقدها مع كل من الرئيسين ميشال عون ونبيه بري “لوضعهما في صورة لقاءاته العربية والدولية وما سمعه من نصائح، لا سيما من الفرنسيين والأميركيين” إزاء سبل معالجة الأزمة اللبنانية، كما نقلت مصادر وزارية، على أن يكثف بعدها اتصالاته ومشاوراته السياسية “مع مختلف الأفرقاء المعنيين مباشرةً بحل ورطة قرداحي”، مستدركةً بالقول: “واليوم بعد هذه الورطة، زاد “تخبيص” وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الطين الحكومي بلة… وألله يعين رئيس الحكومة شو بدو يرقّع ليرقّع”!
أما في ما يتصل بمصير مجلس الوزراء بعد “تناسل” الأزمات الحكومية، فكشفت مصادر سياسية رفيعة أنّ ميقاتي عائد إلى بيروت “بمقاربات جديدة” تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، خصوصاً وأنّ لقاءاته في غلاسكو “أعطته دفعاً جديداً ومختلفاً” في ضوء ما سمعه من المسؤولين الفرنسيين والأميركيين، لناحية “ضرورة الإسراع في تفعيل العمل الحكومي لملاقاة الجهود الخارجية، في سبيل مساعدة لبنان على الخروج من أزمته الاقتصادية والمالية الطاحنة”، مشيرةً إلى أنّ “رئيس الحكومة طبعاً راغب جداً بالدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء لأنّ هناك أموراً طارئة تحتم التئامه، ولكن لا قرار نهائياً بعد بتوجيه الدعوة قبل ضمان تدوير الزوايا المطلوب تدويرها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى