توجّه سعودي الى مزيد من التصعيد السياسي والديبلوماسي خلال يومين مساع لجنبلاط مع الرياض .. ومُتخوّف من ان «يطير» البلد والانتخابات!
علي ضاحي- الديار
مرة جديدة يتحدث رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، في لحظة مفصلية وحساسة على المستوى الحزبي اولاً، ولطائفة الموحدين الدروز ثانياً، وعلى المستوى الوطني ثالثاً.
فيوم السبت الماضي أطل جنبلاط من المدينة الكشفية في عين زحلتا وكانت الازمة التي افتعلتها السعودية مع لبنان في بداياتها. وصحيح ان المناسبة التي يتحدث فيها جنبلاط مرتبطة بالمؤتمر العام الــ 48 لـ «الاشتراكي» تحت شعار «لا إصلاح دون سيادة»، وتخللته تلاوة ورقة «التقدّمي» السياسية، الا ان خطاب جنبلاط كان اتى على حقبات تاريخية وحالية وحاضرة، وفيها قراءة لمسيرته السياسية والحزبية منذ حرب الجبل حتى اليوم.
وفي حين ما زال جنبلاط يسعى الى دور في المنتصف، في ظل اصطفاف حاد يشتد يومياً مع عودة الادارة الاميركية وحلفائها كالسعودية وغيرهم الى السعي لقلب الموازين وحصار حزب الله وحلفائه سوريا وايران، يأخذ البعض في تحالف حزب الله و8 آذار على جنبلاط، انه بات «يشطح» مجدداً الى المحور الآخر مع استمرار قطيعته والاقرب الى العداء مع سوريا وانتقادات دائمة لايران وسياساتها في المنطقة.
وينتقده هذا المحور لمسايرته السعودية ودول الخليج، رغم تأكيد جنبلاط وفي اكثر من مناسبة ان هناك جالية لبنانية ودرزية في الخليج، ولا يمكن تعريض مصالحها وما تؤمنه من دخل لعائلاتها في لبنان الى الخطر.
وحرص جنبلاط في عين زحلتا على توجيه خطاب حزبي ودرزي وجردة حساب طوال عامين. وأكد انعدام وجود اي طرح تغييري فعلي وجدي لأي اصلاح او تجديد على مستوى الحياة السياسية اللبنانية. وانتقد اداء «ثورة 17 تشرين الاول» وتهجمها المسبق على كل الناس وتعميمها احكاما مسبقة بالفساد، وصولاً الى طرح عناوين هدامة ولحل مفاصل الدولة والمؤسسات.
وتؤكد اوساط قيادية بارزة في الحزب التقدمي الاشتراكي، ان المؤتمر كان مقرراً ان يعقد في شباط الماضي وتأجّل بسبب الاوضاع الى السبت الماضي وهو يعقد كل 5 سنوات. وتشير الاوساط الى ان رفع عنوان السيادة والاصلاح ومكافحة الفساد لا يكون الا ببناء الدولة. و»التقدمي» ومن خلال خروجه من 5 نقابات في الاشهر الماضية كان هدفه، ان يرفع مطالب اصلاحية وان تخدم منتسبي هذه النقابات لا ان يكون له وجود او عضوية صورية ومن دون مواكبة هذه النقابات للمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والسياسية.
وتلفت الاوساط الى ان جنبلاط الحريص على التجديد في الحزب لم يحسم بعد اي امر متعلق بالانتخابات النيابية لا على صعيد التحالفات او الترشيحات، وهو متخوف اكثر من اي وقت مضى على البلد ان «يطير» ومعه الانتخابات. وتؤكد الاوساط نفسها ان تحركه بعد احداث الطيونة ومحاولته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، هو لاستشعاره للخطر الشديد من التطورات الخطرة ومحاولات تفجير الاوضاع، وسعى الى الحفاظ على الاستقرار السياسي والحكومي وعدم عزل اي مكون اكان حزب الله او «القوات» واللجوء الى المؤسسات والقضاء والتمسك ببقاء الحكومة لمنع تفجير البلد.
وتكشف الاوساط ان بمجرد الاعلان عن الخطوات السعودية تجاه لبنان، تحرك جنبلاط ايضاً تجاه السعودية والحكومة وسعى للتهدئة. مع العلم ان الحكومة لم تقم بأي خطوة في الساعات الاولى للتصعيد السعودي لاحتوائه، وكان هناك مطالب منها إقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، وبالتالي لم يحصل اي امر من الحكومة اللبنانية لا استقالة جماعية ولا لافراد، وربما لم تعد تنفع الاستقالات اليوم. وتؤكد الاوساط ان جنبلاط مستمر في جهوده لاحتواء التوتر ومنع تفجير الامور بين البلدين، مع وجود معلومات عن توجه سعودي جديد للتصعيد.
في المقابل تؤكد اوساط ديبلوماسية في بيروت، ان الساعات الـ 24 ساعة المقبلة، ستشهد تصعيداً سعودياً جديداً وسيكون الاعلان رسمياً عن قطع العلاقات مع لبنان، وسط حديث عن عدم قدرة الفرنسيين على التأثير في قرارات السعودية والتي لن تتراجع لربطها الامور بإيران وحزب الله. وتلمح الاوساط الى هناك توجهاً للسعودية لتزخيم حركة حلفائها سياسياً واعلامياً وفي الشارع ولتسخين الاجواء ضد حزب الله وايران، وتحميلهما مسؤولية ما يجري في لبنان وعلى صعيد العلاقة معها ومع دول الخليج.