الانتخابات في لبنان “بح بلا دح”
الكاتب : د. شريف نورالدين
لبنان هو الأرض المسمى به، وعلى أرضه كائن بشري يتكنى باسمه، يعيش به وعليه وفيه ويدور حواليه…
هو الدولة الكونية بين الدول في ظل مكوناته الفردية والجماعية والطائفية والمذهبية والقبلية والعشائرية والحزبية والمدنية والزعاماتية والاقطاعية والاحتكارية والمالية والجمعيات والمؤسسات المحلية والخارجية والمناطقية والعائلية والشوارع التي تعيش بلا شرعية وانتفاء الدولة بكل مضامينها عنه…
ومع ما يقارب ٤ مليون “لبناني”يقيمون على ترابه، يمتلك ملايين النظم في الدولة الخاصة الفردية المتفردة على قياس كل مواطن، المتجردة من القانون وقانونيته…
اي بمعنى أخر لكل فرد (أنثى وذكر) دولتهم…
لذلك؛ لبنان ساحة الفتوحات “والانفتاحات المخبرية” يترعرع عليها، مع الانقسامات المليونية المتعددة الاوجه التي لا تعد ولا تحصى فعلا هو لبنان الفريد في مجتمعه، والفرادة في انتخاباته الفسيفساء والموزاييك والسيراميك…
هو لبنان المتأمر على نفسه منذ “صناعته التاريخية”، وهذا ليس مستغرب او بجديد، لطالما يحيا على كل ما ذكرت، هو عنوان كل المؤامرات المجتمعة في الداخل والمستوردة من الخارج…
وما يعيشه لبنان اليوم، في ظل الصراع المحتدم بين الأطراف الإقليمية، يترجم في الانتخابات القادمة اذا حصلت ولم تحصل! ، فهي مؤجلة إلى أجل غير مسمى حتى تتبلور مساحة التفاهمات في الملفات العالقة بين سوريا واليمن والنووي والتفاهم السعودي الخليجي الفارسي والأمريكي الإيراني…
هي معركة الانتخابات اللبنانية في كل مراحلها(أم المعارك) ، مع أدوات سلطة المال والسياسة…
لكن الظروف أليوم في لبنان، أعمق وأعقد من سلطة المال والسياسة، وخاصة بعد فشلها في تغيير الستاتيكو القائم منذ زمن، الذي يحيا عليه لبنان من استيراد وتصدير سياسي، والمال المشحون المعلب المغلب المستحلب والمحلوب، من خلال التسول والدعم والهبات والقروض والمساعدات وغيرها الكثير، في جرعات اوكسيجين، لا تخدم الا اصحابها والمسؤولين المتسولين لها…
وما يحصل الان من تفجير في ملفات البيطار وقرداحي والترسيم والعقوبات الدولية والخليجية، ما هي إلا حرب ترهيب وترعيب، بعد فشل ترغيب المال والتسويات والتحالفات والتجاذبات واللالتهابات والحصار والانهيار…
باختصار، لبنان حاليا يمر بأكبر الازمات في تاريخه، بعدما استنزف،(تسويات وتفاهمات واتفاقات وتحالفات وتباينات وترهات ومصطلحات دستورية توافقية ميثاقية الخ)على مدى عقود، منذ عام ١٩٢٠ وحتى الآن وما بعد، وهذا يدلل على أنه دخل مرحلة الموت السريري والتسليم بحتميته، بانتظار حرب لا بد منها، ترتبط بالصراع “العربي الاسرائيلي” والخليجي الفارسي والأمريكي الايراني يقلب الطاولة كلها في المنطقة، مما يؤدي إلى ولادة عصر جديد ولبنان اخر “فريد”…
أما موقف السعودي والخليجي من موقف الوزير قرداحي، ما هي إلا قرداحة ضربت في رأسهم، فركبوها وجعلوها مطية للوصول إلى مبتاغهم والانتقام…
هؤلاء قرادحة من يحكمون ويمثل العالم العربي والعرب…
هنيئا لك ايها “العروبي المعرب واللبناني الملبنن” بقراديح وقراطيس وطلاميس وكوابيس ونواميس وكوابيس وتلابيس اسياد عروبتكم!!!
نعم؛ هي معركة الايديولوجيات والميثولوجيات والانكروبولوجيات والجيولوجيات المتوارثة…
وللتذكرة فقط لشعب “لبنان” ما يحصل لكم من استفزاز وإهانة وتسلط من الخارج عليكم، ما هو إلا تسولكم وتحولكم إليهم…
وهذا ما لا نراه في اي مكان في العالم من حيث المواطن والموطنة في بلده، ولا من حيث التعاطي بين الدول من إذلال واخضاع وتسلط كما يحصل مع لبنان.
اخيرا؛ هو لبنان بلا دولة ووطن ومواطنية، بل أرض ومواطن بلا هوية، لذلك لا انتخابات ولا جمهورية، بل القادم أسوأ السوء بعد الانهيار والجوع، إلى مكان أبعد من مجهول واقرب إلى المقتول، وهذا الحكم الذي وقعه اللبناني على نفسه وختمه اهل تسلط الجوار، واقفل الملف عليكم دون ارتياب ودفوع واستئناف، عابرا للقارات، ممن يلعبون في الدول والشعوب بين الأمم “كالقمم”…