الحرب السيبرانية: أخطر الحروب في المستقبل
الحرب السيبرانية
تعتبر الحرب السيبرانية من أهم وأخطر أنواع الحروب فب العصر الحالي، خصوصاً مع تطور وسائل الاتصال التكنولوجية، واقتحامها لكل ميادين حياة الشعوب والأفراد. فباتت جزءاً لا يتجزأ بل يتحكم، في كل مجالات القطاعين العام والخاص في الدول، في المنازل ووسائل النقل وخدمات البنية التحتية والقطاع الصحي، وصولاً الى قطاعات توليد الكهرباء والطاقة.
هذه الأهمية الوظيفية، دفعت بأغلب دول العالم، الى وضع سياسات عسكرية وامنية، تلحظ هذا المجال من الحروب، عبر وضع خطط دفاعية وهجومية، تؤمن هدف ردع الأعداء من تنفيذ أي هجوم على مصالحها، عبر التهديد بشن عمليات هجومية عليهم في حال اندلاع هكذا صدام.
فما هي أبرز خصائص هذا النوع من الحروب؟
_ الحرب السيبرانية هي استخدام الهجمات الرقمية لمهاجمة أصول دولة وكيان ما، ما يتسبب له في ضرر مادي مماثل لما يحصل في الحرب الفعلية، أو تعطيل أنظمة الكمبيوتر الحيوية.
_ هناك العديد من الدول التي تهتم وتسعى لبناء قدراتها في هذا المجال، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
_كما أن هنالك العديد من حركات وفصائل المقاومة التي بات لديها قدرات إلكترونية نشطة من أجل تنفيذ العمليات الهجومية والدفاعية. وتدعي إسرائيل أنها نفذت أول عمل عسكري ضد مركز سيبراني تابع للمقاومة الفلسطينية، في أيار من العام 2019، حيث أغارت عليه ودمرته.
_ يمكن أن تشكل الحرب السيبرانية طرف دعم في الحرب التقليدية. على سبيل المثال، من خلال الهجوم على منشآت الرادار ومنظومات الدفاع الجوي وتعطيلها، ما يسمح لأذرع السلاح الجوي من تنفيذ عمليات قصف من دون التعرض لأي تصدي.
كما تساعد هذه الحرب كثيراً في الحروب الاستخباراتية المتنوعة، خصوصاً في هذا العصر الذي يتركز على جمع المعلومات والـ “Big Data”. كما يسمح باكتشاف العديد من المعلومات الحساسة للدول والمنظمات.
وأكبر مثال على ذلك، ما استطاعت القيام به عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية، من اختراق لأجهزة تخزين لملفات المعلومات الشخصية عن الضباط والجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتمكن من الاستحواذ عليها ونشرها.
_ كما تساعد هذه الحرب في تنفيذ تكتيكات الحروب الناعمة والدعاية والبروبغندا، وضرب الروح المعنوية للأطراف المقابلة.
_ تتعد طرق وتكتيكات الهجوم السيبراني وأبرزها: التجسس، التخريب (عبر الفيروسات) الذي بدوره ينقسم لعدة أنواع (هجوم رفض الخدمة DoS التي تستهدف المواقع الالكترونية للبنوك وشركات التأمين…، قطع الكهرباء عن المدن والمنشآت)، هجمات الفدية (احتجاز مواقع الشركات من أجل الحصول على مقابل مادي)، الهجوم الإلكتروني المفاجئ والشامل لزرع الفوضى في دولة ما.
_ تتنوع آثار هذه الهجمات خصوصاً على صعيد الدول:
1)تقدم هذه العمليات السيبرانية الهجومية للدول والكيانات، مجموعة كبيرة ومتنوعة من الخيارات القليلة الكلفة المادية والخالية من المخاطر البشرية، لإضعاف البلدان الأخرى (المعادية) وتقوية مواقعها.
2)يمكن لهذا النوع من الهجمات على المدى الطويل أن يشل اقتصادات كبرى بأكملها، وتغيير وجهات النظر السياسية، وإثارة الصراعات داخل الدول أو فيما بينها.
3)التقليل من الكفاءة العسكرية لبعض الدول، وتقليص الفوارق في القدرات وميزان الردع العسكري.
الكاتب: غرفة التحرير