قلوب مليانة بين « الوطني الحر» و «القوات»…والجميع يعمل للانتخابات النيابية
صونيا رزق- الديار
المسيحيّون مُنقسمون بين «تفاهم مار مخايل» ومشهد أحداث الطيونة ــ عين الرمانة
اقل ما يمكن قوله في ما يخص وضع الساحة السياسية اللبنانية اليوم، هو إختلاط الحابل بالنابل، فالكل يعادي الكل، والحلفاء تحوّلوا الى خصوم، وبعضهم بات خصماً لكن من تحت الطاولة، لانه يظهر العداء لحليفه بطريقة خفية، وكل ذلك اتى على خلفية ما حصل في 14 تشرين الجاري من أحداث في منطقة الطيونة – عين الرمانة، اطلقت العنان للتدهور الامني وظهور مشهد شارع مقابل شارع، الذي كاد ان يفجّر الوضع اكثر، فيما لا تزال تداعياته تتسابق لزرع الانشقاق اكثر بين «القوات اللبنانية» وحزب الله، وبالتالي بين حلفاء الفريقين، فيما أعاد التيار الوطني الحر الى الاذهان من جديد، ذلك الخلاف التاريخي بينه و»القوات»، لتشتعل الردود بين بعض نواب الطرفين، الذين سارعوا كالعادة للقصف الكلامي، ليتحوّل الوضع الى كارثي، خصوصاً بعد إشتعال مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال مناصري الفريقين، مع إتهامات من التيار للحليف السابق اي «حركة امل»، بالتواطؤ مع «القوات»، ما إستوجب الرد الناري من الحركة، لتفتح بعدها جبهة «التيار» – «امل»، التي لا تحتاج اصلاً الى الكثير من الوقت، كي تشتعل بين نواب ووزراء الطرفين، فالخلافات دائماً سائدة، والاستلطاف غائب من دون اي امل في إمكانية وجوده، خصوصاً بين الرئيس بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اذ سرعان ما تتوجّه السهام بينهما لـ « تخربط « العلاقة في اي لحظة انسجام سياسية، هذا اذا تواجدت، لانّ العلاقة بينهما كالمثل الشائع « ما تهزوّ واقف عشوار». والدروب لطالما كانت وعرة جداً ، خصوصاً بين باسيل والوزير علي حسن خليل، ضمن الملفات الحكومية وبكثرة.
الى ذلك يشير مصدر سياسي مواكب، لما جرى يوم الخميس الاسود من أحداث دموية، الى انّ ردّ رئيس التيار جبران باسيل على تلك الاحداث، خلال كلمته في ذكرى 13 تشرين، خيّر المسيحيين بين معادلة تفاهم مار مخايل او مشهد أحداث الطيونة – عين الرمانة، مع «لطشات» لم تكن في التوقيت الصحيح، ما أكد انّ القلوب مليانة بين «التيار» و»القوات»، فرئيس «التيار» ينبش القبور دائماً، ورئيس «القوات» يعتبر بان العونيين باتوا خاضعين لحزب الله، وسأل المصدر «ألم يحن الوقت بعد لتحقيق الوحدة المسيحية ونسيان الماضي الاليم الى غير رجعة»؟!، مبدياً اسفه لكل هذا التاريخ المثقل بالحروب بين الاشقاء، فيما اليأس والاحباط يسيطران على المسيحيين، الذين إختاروا الهجرة لانها الحل الافضل، والخيار الذي لجأوا اليه مرغمين، بعد ان فقدوا الايمان بالبلد وسياسيّيه، الذين يستعينون في اي لحظة خلاف مع الآخر، بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، لتفتح الجروح من جديد، ما يدعو الى الاستغراب كيف لم يتعلم هؤلاء اي خلاصة او نتيجة من تلك التجارب الاليمة؟.
ورأى المصدر بأنّ باسيل اراد من خلال كلمته تلك، إبقاء مناصري «التيار» في صف تفاهم ما مخايل والحليف الشيعي، بدلاً من التحالف مع المسيحي الذي لا يثق به، لكن النتيجة اتت معاكسة، اذ ساهمت في شدّ العصب المسيحي، لانّ التوقيت الذي تحدث فيه باسيل لم يشجع على تقبّل خطابه.
ووجّه المصدر سؤالاً حول مدى نجاح التفاهمات التي وُقعّت لطمأنة المسيحيين؟، معتبراً بأنّ تفاهم معراب الذي جمع «التيار» و«القوات» كان المطمئن الاكبر للشارع المسيحي، لانه في مرحلة معينة بدا ناجحاً واعطى دفعاً قوياً ، ما لبث ان تلاشى حتى وصل الى طريق مسدود، معتبراً أنه آن الاوان لحصول الوحدة المسيحية على غرار نجاح الوحدة الشيعية، من خلال الثنائي «امل» وحزب الله، الذي نجح في تثبيت وتوحيد الرأي في الملفات المصيرية الهامة، لانّ في الوحدة قوة لا يستهان بها، ورأى انه كان من الاجدى لو توحّد المسيحيون بمجمل احزابهم وتياراتهم، في الانتخابات الرئاسية الماضية، لكن حينها تحوّل الحلفاء الى خصوم والعكس صحيح.
وختم المصدر«بأنّ احداث الطيونة – عين الرمانة اطلقت نقزة مسيحية، في توقيت حساس وصعب للغاية، ومن هذا المنطلق شكلّت وحدة وإندفاعاً لدى نسبة كبيرة منهم، ستظهر نتائجها في الانتخابات النيابية المرتقبة».