هل تدفن المبادرة الفرنسية نهائيا وماذا عن طرح الحكومة السياسية؟
علي منتش -لبنان24
من الواضح ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت حملت في طياتها اعلانا عن فشل المبادرة الفرنسية وعدم قدرتها على تحقيق اي تقدم يذكر في الازمة السياسية والحكومية اللبنانية.
فشل المبادرة لم يبدأ اليوم، بل بدأ عندما اضطر الفرنسيون الى التنازل عن فكرة المداورة الشاملة بالحقائب، ومن ثم على تسمية القوى السياسية للوزراء وعدد اعضاء الحكومة وغيرها من التنازلات والتعديلات في بنيتها الاساسية.
وبحسب المصادر فان آخر البنود الصامدة كانت حكومة التكنوقراط، لكن ما حصل بعد الزيارة التي قرأتها القوى السياسية انها نعي للمبادرة، انه بدأت تطرح في بعض الاروقة فكرة تشكيل حكومة سياسية مطعمة بتكنوقراط.
وقالت المصادر ان هكذا حكومة يمكن ان تكون حلا للمشكلة الحاصلة بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبين الرئيس سعد الحريري، لان الحكومة السياسية ترضي باسيل وتعطي الحريري حجة مقنعة للقائه من دون ان يتنازل.
وتلفت المصادر الى ان هكذا فكرة تتلاقى مع فكرة كان قد طرحها الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل مدة من دون ان يجعلها شرطا للتأليف اذ ان الحزب يومها لم يكن يريد ضرب المبادرة الفرنسية وتفريغها من مضمونها.
وتعتبر المصادر ان مشكلة هذا الطرح ليست في الحريري، بل في رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي ، ليس راغبا بحكومة سياسية تكون قادرة على تعويم باسيل واعادة دفعه سياسيا قبل الانتخابات، وهذا ما يشاركه به رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من دون ان يعتبر هذه المعركة معركته.
وتعتقد المصادر ان لحظة الاشتباك الاساسية ستكون عندما تتجرأ اي قوة سياسية على طرح فكرة الحكومة التكنوسياسية علنا باعتبارها مطلبا لها، عندها سيتخذ الاشتباك السياسي طابعا اكثر حدة.
وتؤكد المصادر ان فكرة الحكومة السياسية هي نقطة خلاف رئيسية بين “حزب الله” وحركة امل ومن الواضح انها ستبقى مطلبا بعيدا عن الكباش الاعلامي بإنتظار نضوج الوضع اللبناني اقليميا واقتراب لحظة التسوية المقبلة..