تزايد مخاوف انهيار الاتفاق النووي.. ما خيارات طهران؟
بدأ الإيرانيون بالشك في ما إذا كانت إدارة بايدن التي تعاني من تحديات كثيرة مستعدة لعقد صفقة مع طهران- جيتي
قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، إن الصفقة الرامية إلى فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني معرضة لخطر الانهيار، في ظل عناد الولايات المتحدة بشأن تخفيف العقوبات وتردد الإدارة المتشددة في طهران بشأن فوائد التوصل لاتفاق.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إحدى الحكومات الغربية المشاركة في المحادثات، قوله إن “الصفقة لم تمت تماما، لكنها تعيش على أجهزة الإنعاش”.
وأوضح أن الخلافات في الولايات المتحدة بشأن تخفيف العقوبات على إيران، وأيضا تشدد الحكومة الإيرانية الجديدة برئاسة إبراهيم رئيسي، لا تبعث على التفاؤل بعودة سريعة إلى مباحثات فيينا، فيما تواصل إيران تطوير برنامجها النووي بعيدا عن أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت الصحيفة عن خبراء تحذيرهم من أن الوضع الراهن غير مستدام، وأن انهيار الصفقة قد يؤدي إلى تصعيد مسلح.
واتهمت الولايات المتحدة إيران بالتباطؤ، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحفيين الثلاثاء: “هذه ليست مناورة يمكن أن تستمر إلى أجل غير مسمى”.
وحذر وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، هذا الأسبوع، من أن “المواجهة مع إيران مسألة وقت فقط، وليس الكثير من الوقت”.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة كانت تعمل إلى حد كبير حتى انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منها في عام 2018، وفرض عقوبات جديدة وصارمة كانت تهدف إلى إجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات لإبرام صفقة أكثر ملاءمة لواشنطن وشركائها الإقليميين. وفشل مخطط ترامب، ورفعت إيران من مستوى برنامجها النووي، ورفضت التعامل مع واشنطن.
اقرأ أيضا: غروسي ينفي قيام إيران بعمليات سرية لتخصيب اليورانيوم
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس جو بايدن تعهد بالعودة إلى الاتفاق عندما تولى منصبه في كانون الثاني/ يناير، لكنه انتظر شهورا قبل مخاطبة إيران. واستؤنفت المحادثات في فيينا، لكنها تعثرت بسبب الانتخابات التي جلبت إلى السلطة الإدارة المتشددة للرئيس إبراهيم رئيسي.
ويقول فريق رئيسي، الذي يشغل منصبه الآن منذ أوائل آب/ أغسطس، بحسب الصحيفة، إنه يحتاج إلى الوقت. ويشك مسؤولون غربيون في أن إيران تتقاعس لزيادة نفوذها من خلال زيادة نقاء وكمية مخزونها من الوقود النووي.
وأكدت الصحيفة أن حسابات إيران تظل غامضة إلى حد كبير.
وقالت سنام وكيل، خبيرة شؤون إيران في معهد تشاتام هاوس البحثي للإندبندنت: “إنهم يعانون في بناء إستراتيجية وبناء إجماع”.
وأضافت أنه يمكن النظر إلى ما يجري “على أنه تمرين لبناء النفوذ، لكنه أيضا انعكاس لشلل داخلي”.
ولا تزال عقوبات إدارة ترامب سارية إلى حد كبير.
وكان رئيسي وعد بخفض التضخم وتصحيح الاقتصاد، وقد تلوح مشاكل في الأفق إذا فشل.
وحذر تقرير تم تسريبه في آب/ أغسطس 2021 من قبل منظمة التخطيط والميزانية الإيرانية من أن اقتصاد البلاد قد ينهار بحلول عام 2027 إذا لم تخفض البلاد ديونها.
وقالت وكيل: “تفكيرهم هو أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة مهما كان سيحدث؛ لأنهم نجوا من كل شيء حتى الآن، لكنها حسابات خطيرة. هم دائما على حافة الهاوية استراتيجيا، قد تكون النتيجة محليا خطيرة على المدى الطويل، نعم، لديهم احتكار للعنف، نعم، اقتصادهم مغطى بالضمادات، لكن مستوى الفقر آخذ في الازدياد. الدين آخذ في الازدياد”.
ولفتت الصحيفة إلى أن انعدام الثقة بين الطرفين ازداد في الآونة الأخيرة؛ إذ بدأ الإيرانيون في الشك في ما إذا كانت إدارة بايدن، التي تعاني من تحديات كثيرة، مستعدة لعقد صفقة مع إيران سيكون لها فوائد سياسية مشكوك فيها. وفي غضون ذلك، تتزايد شكوك الدول الغربية وإحباطها من تحركات طهران.