القوات البحرية الأمريكية تُطلق فرقة عمل بطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط
جون جامبريل/ AP
قال الأسطول الخامس التابع للقوات البحرية الأمريكية والذي يقع مقره في الشرق الأوسط يوم الأربعاء الماضي أنه سيطلق قوة عمل جديدة تضم طائرات بدون طيار محمولة جواً وبحراً وتحت الماء بعد سنوات من الهجمات البحرية المرتبطة بالتوترات المستمرة مع إيران.
ورفض مسؤولو البحرية تحديد الأنظمة التي سيقدمونها من مقارهم في جزيرة البحرين في الخليج العربي، ومع ذلك فقد وعدوا بأن الأشهر المقبلة ستشهد توسيع قدرات الطائرات بدون طيار عبر منطقة من “نقاط الاختناق” الحاسمة لكل من إمدادات الطاقة العالمية والشحن في جميع أنحاء العالم.
قال نائب الأدميرال براد كوبر الذي يقود الأسطول الخامس: “نريد وضع المزيد من الأنظمة في المجال البحري فوق البحر وتحته، ونريد أن ينظر الجميع على ما يحدث هناك”.
يشمل نفوذ الأسطول الخامس مضيق هرمز المصب الضيق للخليج الفارسي الذي يمر عبره 20% من مجموع النفط، كما تمتد حتى البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس والممر المائي في مصر الذي يربط الشرق الأوسط بالبحر الأبيض المتوسط ومضيق باب المندب قبالة اليمن.
وستشمل الأنظمة التي تستخدمها فرقة العمل 59 الجديدة التابعة للأسطول الخامس بعضاً من المشاركين في مُناورات إبريل بقيادة أسطول المحيط الهادئ التابع للبحرية، وقد تضمنت الطائرات بدون طيار المستخدمة في هذا التمرين طائرات بدون طيار للمراقبة الجوية فائقة التحمل وسفن سطحية من طراز Sea Hawk (حاملة طائرات و Sea Hunter (مقاتلة بحرية) وطائرات بدون طيار أصغر تحت الماء تشبه الطوربيدات.
يشمل الأسطول الخامس مناطق المياه الضحلة والمياه المالحة ودرجات الحرارة في الصيف التي يمكن أن تتجاوز 45 درجة مئوية (113 درجة فهرنهايت) مع رطوبة عالية، ويمكن أن يكون ذلك صعباً بالنسبة للسفن المأهولة ناهيك عن تلك التي تعمل عن بُعد.
وقال الأدميرال كوبر: “أعتقد أن البيئة تناسبنا حقاً للتجربة والتحرك بشكل أسرع، ونعتقد أنه إذا كان بإمكان الأنظمة الجديدة العمل هنا فمن المحتمل أن تعمل في أي مكان آخر ويمكنها توسيع نطاقها عبر أساطيل أخرى”.
كما أن هذه المنطقة قد شهدت سلسلة من الهجمات في البحر في السنوات الأخيرة قبالة اليمن، تسببت فيها الطائرات بدون طيار المُحملة بالقنابل والألغام التي جرفها المتمردون الحوثيون في اليمن في إتلاف السفن وسط الحرب المستمرة منذ سنوات في ذلك البلد، بالقرب من الإمارات العربية المتحدة ومضيق هرمز استولت القوات الإيرانية على ناقلات نفط، مملوكة لشركات غربية وسفن مرتبطة “بإسرائيل” وسفن إيرانية، أصبحت تلك الهجمات جزءاً من حرب الظل الأوسع نطاقاً التي تدور رحاها في جميع أنحاء المنطقة في أعقاب قرار الرئيس دونالد ترامب في عام 2018 بالانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية، حتى أن إيران أسقطت طائرة أمريكية بدون طيار وسط هذه التوترات.
بينما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه مستعد لإعادة الدخول في الاتفاق، وتوقفت المفاوضات في فيينا حيث أصبح لإيران الآن رئيس متشدد جديد، وهذا يترك الباب مفتوحاً أمام احتمال وقوع المزيد من الهجمات من قبل إيران وكذلك من قبل “إسرائيل” المشتبه بها في حوادث تستهدف الشحن الإيراني وبرنامجها النووي.
واعترف كوبر بالتوترات في تصريحاته للصحفيين يوم الأربعاء لكنه رفض الخوض في التفاصيل، وقال نائب الأدميرال: “نحن ندرك تماماً موقف إيران وسنكون مستعدين للتعامل مع ذلك بشكل مناسب، وسأترك الأمر عند هذا الحد”.
ولم ترُد بعثة إيران على الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعليق على فرقة القوات البحرية الجديدة، ومع ذلك فهي تدير أسطولها الخاص من الطائرات بدون طيار ونشرت مقاطع فيديو في الماضي لتحليق حاملات الطائرات الأمريكية في المنطقة، وقال الجيش الأمريكي إن شظايا خلّفها هجوم في يوليو تموز قبالة سلطنة عمان أسفر عن مقتل شخصين على متن سفينة مرتبطة “بإسرائيل” تتوافق تماماً مع نماذج طائرات مُسيرة عسكرية إيرانية.