كانت قضية «كوفيد – 19» ناضجة بما يكفي لإدانة ترمب من ناحية ومنح بايدن الفرصة ليعطي الشعب أولى علامات النجاح والبشارة بالعودة إلى الحياة الطبيعية مرة أخرى من خلال سياسة مستقرة ويد ثابتة انتهى عندها عهد التخبط وتجاوز العلم والمعرفة. وهكذا مع وضع برنامج واضح للخروج من الأزمة مع حلول شهر يوليو (تموز)، وبث برامج كبيرة عدة لتحفيز الاقتصاد بدأت بالحرب ضد الفيروس التاجي، ولم تنته ببرنامج جبار لتجديد البنية الأساسية في الداخل، وفي الخارج إعلان حالة من إعادة التموضع الأميركي في العالم تعود به إلى أحضان أمثالها من الدول المتقدمة صناعياً وتكنولوجياً والغربية الثقافة ليبرالياً وديمقراطياً. وجاء جزء من حالة بايدن الأولى زيارات إلى المملكة المتحدة وحضوراً لقمة الدول السبع وإصلاح ذات البين مع دول في التحالف الأطلنطي، والمعالجة من بعيد لقضايا الشرق الأوسط، خاصة عندما تحتدم المعارك بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وكما هي العادة، فإن مراحل الحكم تنبت كل مرحلة منها في رحم المرحلة السابقة، وولد بايدن الثاني بينما لم ينته بعد بايدن الأول، وجاء من إعلانه نية الانسحاب أولاً من أفغانستان، وثانياً من العراق، وثالثاً من كل شيء آخر حينما تحل اللحظة المناسبة. والحقيقة، أن الإعلان لم يكن مفهوماً؛ لأن الوجود الأميركي في الشرق الأوسط كان قد تقلص كثيراً بالفعل، ومع ذلك فإن الإعلان كان بمثابة الرسالة بالتخلي عن حلفاء كثر.