الحدث

قوات صنعاء تكشف مأرب نارياً والإصلاح يهدد “بالحديدة”

الخنادق

شهدت جبهات مدينة الجوبة والمحاور المطلة عليها اشتباكات عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وقوات ما يسمى “الشرعية” الموالية للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي. ونظراً للأهمية التي تتمتع بها سلسلة جبال ملعا، تركزت الاشتباكات فيها على المواقع التي تسمح بكشف المنطقة كاملة، حيث تمكنت قوات صنعاء من احراز تقدم ملحوظ فيها.

وعن أهميتها الاستراتيجية أفادت مصادر ميدانية للخنادق ان هذه السلسلة تعد أبرز مداخل الجوبة من الناحية الجنوبية التي تتصل بمديرية حريب المحررة. وتمنح هذه المواقع للجهة التي تسيطر عليها -وهي الآن بيد قوات صنعاء- إمكانية التغطية النارية والاشراف على كل المنطقة المحيطة، إضافة لقطع كل خطوط الامداد عن محافظة مأرب.

وعلى الرغم من الاسناد الجوي لطائرات التحالف الذي شدد غاراته بشكل كثيف على خط التماس بين حريب والجوبة من جهة وحريب العبدية من جهة أخرى الا ان قوات صنعاء استطاعت اطباق الحصار على العبدية بغية عزل قوات ما يسمى بـ “الشرعية” عنها وتحييد المديرية عن أعمال القتال.

هذا التقدم الذي يحرزه الجيش واللجان بعمليات عسكرية ناجحة وبوقت قياسي، يجعل من قوات التحالف خاصة تلك المدعومة سعودياً في مأزق حقيقي، بعد اطباق قوات صنعاء الخناق على أغلب المحاور المرتبطة والمؤثرة على معركة مأرب التي ستعود إلى الواجهة في الأيام القليلة الماضية بوتيرة تثير قلق واشنطن بشكل مضاعف. وأمام هذا الواقع لا يزال التحالف يستغل القوات السلفية والتكفيرية في محاولة لتحويل المعركة في الجوبة إلى عمليات عسكرية بطابع طائفي الأمر الذي استدركه الجيش واللجان حيث أبدت استعدادها لتحييد مواقعهم عن العمليات القتالية مقابل وقف نشاطاتهم التكفيرية.

من جهة أخرى، يحاول حزب الإصلاح اللعب بآخر أوراقه عبر التهديد “بإعادة النظر في جدوى اتفاق الحديدة” الذي صرّح به علي محسن الأحمر، في ظل تساهل وغض طرف من الأطراف الدولية الراعية للاتفاق وهذا ما ينم عن تساهلها ورضاها المبطن. وبالتالي فإن هذا الحديث الناتج عن وضع قوات التحالف المأزوم ميدانياً قد ينذر عن إعادة التصعيد العسكري في الحديدة والمناطق المحازية لها. لتشتيت التركيز على جبهات مأرب من جهة وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة من جهة أخرى وهذا ما يتنافى بشكل صارخ مع اتفاق الحديدة بل يعد انتهاكاً له، والذي سينتج عنه بطبيعة الحال تمديداً للحصار الإنساني على الشعب اليمني الذي بلغ عدد شهداءه 233 ألف شهيد من المدنيين بما فيهم الأطفال، أي ما يعادل ربع مليون ضحية، الرقم الذي لم يحرك الضمير العالمي لفتح الموانئ والمطارات ووقف الحرب.

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم “عاصفة الحزم”، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى