لا خطط واضحة من مجلس الوزراء لمرحلة ما بعد رفع الدعم
علي ضاحي -الديار
نائب في 8 آذار: امام الحكومة اسبوع واحد للتحرّك الجدي… والفوضى مُتوقعة!
لا خطط واضحة لمرحلة ما بعد رفع الدعم، وسياسية شراء الوقت لزيادة آخر 20 الف ليرة على البنزين والمازوت والغاز حتى الاثنين المقبل، لم يعد ذي جدوى ولا يغني ولا يسمن من جوع.
ويؤكد نائب بارز في 8 آذار وعضو في لجنة نيابية عامة وحيوية، ان كل الدروب مسدودة امام اللبنانيين، والوضع اكثر من مأساوي وكفى كذباً وبيع الناس اوهاماً من كيسهم وهي مجرد تهيؤات وتخيلات لا اساس لها من الصحة، ويقول منذ شهرين طرح ملف زيادة الاجور في لجنتنا، وكانت مترافقة مع مساعدات مالية او حصرها ببطاقة تمويلية، على ان تكون مقترنة باصلاحات او اجراءات تمكن من تثبيت سعر صرف الدولار او توحيده بالحد الادنى ولو كان مرتفعاً، ولكن أي زيادة للاجور ومع ارتفاع سعر صرف الدولار بفعل التضخم، سيعني تآكل الزيادة وتبخر الرواتب الجديدة ومزيدا من افقار الموظفين واللبنانيين، لذا النظر مصروف حالياً عن اي زيادة على الرواتب من دون التوصل الى صيغة لتثبيت سعر الصرف وتوحيده على سعر واحد، وان لا يكون هناك 6 اسواق واسعار للصرف في اليوم الواحد!
اما البطاقة التمويلية، فيؤكد النائب المذكور انها متعثرة ولا افق امامها. فكان الكلام عن انطلاقها في 15 ايلول وبدء التسجيل فيها، لكن يبدو ان الامور متعثرة فيها سياسياً ومالياً، لذا لا يتوقع ان تكون ذي جدوى قريباً ولن تقدم او تؤخر، عندما يبدأ صرفها بعد شهرين ويكون الذئب افنى الغنم ورفع الدعم «غرز مخالبه» في جيوب اللبنانيين وافرغها بالكامل.
كما يكشف النائب ان الحكومة واعلان بيانها الوزاري لم يواجه بأي عقبات او اعتراضات ونيلها ثقة مرتفعة، بسبب قناعة لدى فريق 8 آذار وتحديداً من رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، انه لا يمكن البدء بأي حل او وقف الانهيار ما لم يكن هناك حكومة يشترك الجميع في قرارها، وان تتحمل مسؤولية الانقاذ والبدء بإجراءات عملية وواضحة وسريعة الامد وتعطي نتائج فورية، ويشير الى ان ذلك لا يعني منح وقت مفتوح او تفويض «شيك على بياض» لميقاتي والفريق الحكومي، فالمهلة محدودة والامور لا تحتمل التسويف او المماطلة او النكايات السياسية. وعلى ما يبدو ان هذا الامر واضح عند رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرجلان مصممان، وكل القوى المشاركة فيها تدعم هذا التوجه.
ويلفت النائب المذكور الى ان لقاء ميقاتي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون غداً، رغم اهميته شكلاً، لكن لا تعويل عليه لتأمين مال سريع من سيدر 3 او من خلال صندوق النقد الدولي، هذا امر يتطلب وقتاً لتتضح مآلاته والمطلوب هو تأمين سيولة سريعة والبدء باصلاحات اواجراءات في مجال الطاقة والكهرباء والمحروقات وتأمين المواد الاساسية.
ويقول ان الرهان هو على جلسة الحكومة الاسبوع المقبل، اي ان المهلة امام الحكومة للقيام بأول خطوة جديدة اسبوع واحد لا اكثر، وما ستحمله من مقررات وستضع خلالها خطة سير او خارطة تحرك لاحتواء مرحلة ما بعد رفع الدعم، والتي يبدو انها اصبحت نهائية، مع توقع عودة ارتفاع سعر صرف الدولار بفعل الطلب على الدولار في السوق السوداء، لتأمين العملة الصعبة لاستيراد المواد الغذائية والدواء المحروقات.
في المقابل يؤكد النائب، ان المازوت الايراني ولو كان حلاً موقتاً، لكنه ليس كافياً لحل ازمة المحروقات، ومن المرجح ان تستمر البواخر في الاسابيع المقبلة وربما لاشهر قادمة، ولكن ومع انعدام القدرة الشرائية للمواطنين وتخطي اسعار المازوت والبنزين والغاز سقوف الـ150 والـ200 الف ليرة ، يتعزز الانفجار الاجتماعي في ظل انعدام اي بدائل للناس ويصبح تحصيلاً حاصلاً. وقد يكون هناك تحركات في الشارع لمجموعات متفرقة، ولكن ليس هناك من معلومات عن خطط او برامج لتحركات واسعة او مبرمجة الى درجة «قلب الامور» في الشارع.