قمة الأسد وبوتين: نحو استكمال تحرير سوريا؟!
في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقاً، لكتها لافتة لناحية التوقيت والأبعاد، زار الرئيس السوري بشار الأسد العاصمة الروسية موسكو، حيث التقى بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقة بين البلدين، لاسيما التعاون المشترك بين جيشي البلدين على صعيد مكافحة التنظيمات الإرهابية، واستكمال تحرير المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم. مع الإشارة الى أن هذا الشهر يعتبر بداية العام السادس، لمشاركة الجيش الروسي في مساندة الجيش السوري بالتصدي للحرب عليه. كما جرى في اللقاء التطرق الى المسار السياسي الذي تجريه الدولة السورية وباقي الأطراف الداخلية، من أجل التوصل الى توافقات فيما بينها، بعيداً عن أي تدخلات أجنبية. كما تناول الرئيسان آخر التطورات الإقليمية والدولية.
بوتين: المشكلة في سوريا هي تواجد القوات الأجنبية غير الشرعي
تطرق الرئيسان خلال اللقاء الى العديد من النقاط، التي تكشف عن مواقف بلادهم الواضحة، مما جرى في المرحلة السابقة، وما قد يجري في الفترة المقبلة. وأهم هذه النقاط:
_ اعتبار نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس الأسد، هي دليل ثقة الشعب السوري به وتعويلهم عليه لقيادة البلاد نحو الاستقرار، رغم كل ما تعرضت له من محطات صعبة في السابق، مشيراً الى أن الرئيس الأسد يفعل الكثير من أجل إقامة حوار مع المعارضين.
_ استطاعت جهود جيشي البلدين توجيه ضربات قوية للتنظيمات الإرهابية، وبات الجيش السوري يسيطر على أكثر من 90 في المئة من أراضي البلد.
_ التأكيد على أن وجود القوات الأجنبية غير الشرعي، يعيق بسط الدولة السورية لكامل سيادتها والقيام بإعادة الإعمار، قاصداً بذلك الجيشين الأمريكي والتركي، الذين يتواجدان في شمال وشرق البلاد، دون وجود قرار من الأمم المتحدة، أو من الحكومة السورية، ما يشكل تعارضاً مع القانون الدولي.
_ لفت الانتباه الى أن هناك بؤر للجماعات الإرهابية تقوم بترويع المدنيين، وبالتوازي مع حركة العودة النشطة للاجئين إلى قراهم ومدنهم.
بناء على هذه النقاط، سيكون هناك مسعى مشترك للدولتين من أجل تحرير باقي الأراضي السورية، بحيث قد نشهد قريباً، بداية لعملية عسكرية في مدينة إدلب (لوجود جبهة النصرة وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى). أما في منطقة شرق الفرات، فهناك ترجيح قوي لقيام الولايات المتحدة الأمريكية بسحب جنودها من المنطقة، خلال الفترة الممتدة حتى نهاية هذا العام، بسبب انسحابها القتالي من العراق. عندها سيكون لروسيا دور رئيسي في رعاية جهود التوصل الى حل ما لهذه المنطقة، بين الدولة السورية والأكراد.