طهران ــ الرياض: جلسة حوار رابعة في بغداد قريباً
الأخبار- وفيق قانصوه
المصادر نفسها شدّدت على أن «حوار بغداد» يقارب الملفات الساخنة بين البلدين ويضع السياقات العامة لتنفيذ بعض الإجراءات بما يساعد في تقريب وجهات النظر، كما يعمل على بلورة «التهدئة» بين الطرفين، وهو أسفر عن «حوار عُمان» الذي يتناول المسائل الفنية ــــ التقنية والتفاصيل الإجرائية وتبادل «معلوماتٍ أمنيّة» في سياق «ترميم الثقة». أما في ما يتعلق بالخلاف الأبرز بين الطرفين في شأن الحرب السعودية على اليمن، فقد تم الاتفاق على تأسيس «خلية تفكير» إيرانيّة ــــ سعوديّة ــــ عراقية لتبادل الأفكار والآراء لوضع خطوط عريضة لحلّ الأزمة اليمنيّة.
استئناف هذا الحوار واحد من الملفات الرئيسية التي يناقشها رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي، في زيارته لإيران، التي بدأت أمس. وعلمت «الأخبار» أن الملف الآخر الرئيسي يتعلّق بانسحاب «القوّات القتاليّة» الأميركيّة من العراق نهاية العام الجاري، وأن الكاظمي يحمل «تطمينات» لطهران حول جدية الانسحاب، فيما يبدو واضحاً أن الجانب الأميركي يسعى إلى انتزاع «تعهّدٍ» من طهران بـ«المساعدة» على تنفيذ انسحابٍ سلسٍ لا تريده واشنطن تحت النار. وقد كان لافتاً، في هذا السياق، استهداف طائرات مسيّرة مطار أربيل في إقليم كردستان قبيل ساعات من الزيارة، وهي الثانية للكاظمي منذ وصوله إلى منصبه في أيار/ مايو 2020، وبعد أيّامٍ على «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، وعشية الانتخابات التشريعيّة في 10 تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل.
وبحسب مصادر متابعة، يحرص الكاظمي على «تثبيت» نوعٍ من التوازن في علاقات بغداد بين أكبر «مؤثرَين» في المشهد العراقي، واشنطن وطهران، في ظلّ التحوّلات التي تشهدها المنطقة. أضف إلى ذلك، أن رئيس الحكومة العراقية يسعى إلى تثبيت ما يمكن تسميته «عقيدة الكاظمي» القائمة على أن «استقرار العراق شرطه تخفيف التوترات بين دول الإقليم»، وأن بإمكان العراق القيام بدور الوسيط بين دول المنطقة المتنازعة، وما لهذا الدور من علاقة بالمستقبل السياسي للكاظمي نفسه. وفي شكل الزيارة وتوقيتها، ثمة دلالات عدّة قد تكون لها علاقة بدور ما للكاظمي بعد الانتخابات. إذ إن الأخير أوّل ضيفٍ يزور إيران بعد انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي، وعلى جدول أعمال الزيارة لقاء مع مرشد الجمهورية، السيد علي الخامنئي، بما قد يؤشر إلى أن الرجل الذي تربطه علاقات جيدة بالإدارة الأميركية، ربما لا يزال يشكل «نقطة ربط نزاع» بين دوائر القرار الإقليميّة والدوليّة في عراق ما بعد «انتخابات تشرين»، الأمر الذي قد يعني استمرار توافق هذه الدوائر على بقائه في منصبه.