لبيد للافروف: إذا لم يمنع العالم إيران من امتلاك قدرة نووية فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في القيام بذلك
“يديعوت أحرونوت”
إيتمار آيخنر – مراسل سياسي
“إن تقدُّم إيران نحو امتلاك قدرة نووية ليس مشكلة إسرائيلية فقط، بل أيضاً مشكلة العالم كله. والرسالة الموجهة إلى إيران يجب أن تكون صارمة وواضحة. إن إيران نووية ستتسبب بسباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط. ويتعين على العالم كله أن يحول دون امتلاك إيران قدرة نووية، وبغضّ النظر عن ثمن ذلك. وإذا لم يفعل العالم ذلك فإن إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في فعله” – هذا ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال الاجتماع الذي عُقد بينهما في العاصمة الروسية موسكو أمس (الخميس).
أضاف لبيد أن “الإيرانيين لم يخفوا على الإطلاق حقيقة أنهم يريدون القضاء على إسرائيل. وهذا تهديد وجودي لنا. إن إسرائيل لن تسمح لإيران بأن تتحول إلى دولة نووية أو حتى إلى دولة على عتبة النووي. إن إيران تهددنا جميعاً، وإسرائيل لن تجلس مكتوفة اليدين في الوقت الذي تقوم فيه إيران بتفعيل نشاطات إرهابية في مناطقها الحدودية وتوريد أسلحة مُعدة لأن تكون موجهة ضدنا. سنواصل الإصرار على حقنا في الدفاع عن أنفسنا. إننا ندرك قوة روسيا ونفوذها في المنطقة. ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات تأتي من الشمال، ونحن نأخذ في الحسبان أمن الجنود الروس في سورية ونعمل معاً من أجل الحفاظ على أمنهم وسلامتهم”.
وتطرّق لافروف من ناحيته إلى الوضع الهشّ في سورية، ووعد بأن روسيا لا ترغب في أن تُستغل الأراضي السورية ضد دولة إسرائيل أو ضد أي دولة أُخرى، وأن تستمر منظومة التنسيق الأمني بين الدولتين [روسيا وإسرائيل]، لكنه شدّد في الوقت عينه على أن روسيا ملتزمة تقديم مساعدات إلى سورية في كل ما يتعلق بالحفاظ على سيادتها ووحدتها وسلامتها الإقليمية. وأضاف أن موسكو مستعدة للمساعدة في مأسسة الحوار المباشر بين إسرائيل والفلسطينيين بواسطة الرباعية الدولية.
في ختام الاجتماع الذي استمر ساعتين، أكثر مما كان مخططاً له بساعة واحدة، خرج الوزيران إلى الصحافيين وقال لبيد: “لا أريد إثارة انطباع بأن كل المحادثات بيني وبين الوزير لافروف تمحورت حول التهديدات والحروب. ثمة علاقات عميقة ووثيقة بين إسرائيل وروسيا تتعلق بالاقتصاد والثقافة والسياحة والطاقة والعلوم. وهذه العلاقات نرغب في تطويرها ونحن قادرون على ذلك”.
وأشار لبيد إلى أن روسيا ساهمت كثيراً في الثقافة العالمية. كما أشار إلى أنه يعيش في إسرائيل أكثر من مليون مواطن يتكلمون اللغة الروسية وأحدهم هو وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان ضمن الوفد المرافق له، مؤكداً أن وجود هؤلاء المواطنين يشكل قاعدة لتعميق العلاقات وإيجاد مزيد من الفرص الاقتصادية للدولتين.