الحكومة تترنّح على كف ميقاتي من دون شباك الامان الاميركية
*إسماعيل النجار*
حتى تشكيل الحكومة كانت واحدة من وسائل تلاعب رياض سلامة بسعر صرف الدولار، بعدما امتلأت جوارير الفنادق والمطاعم ومكاتب تأجير السيارات والشقق المفروشة ومحلات الصيرَفة بعشرات الملايين الدولارات الخضراء من جيوب السُيَّاح والمصيفين الوافدين من الخارج والتي تنتهي إجازاتهم في منتصف شهر أيلول تقريباََ حيث من المفترض وككُل عام تغادر أساطيل الطائرات من مطار بيروت حاملةََ على متنها عشرات الآلاف مِمَن جائوا لقضاء عطلة الصيف في بلاد الأرز الخضراء.
كما العادة إستغَلّ سلامه وفريقه المتمرس في التشليح موضوع تشكيل الحكومة والمكلَّف ليسَ بريء من اللعبة فأوعزوا لأبواقهم واعلامهم اللذين افرطوا في التفاؤل بقُرب تشكيل الحكومة وقاموا بتخفيض سعر الصرف ليصل الى سبعة عشرة الف ليرة لبنانية للدولار الواحد، الأمر الذي دفع ببعض المواطنين للهرولة نحو محلات الصيرفة لإستبدال العملة الخضراء بالليرة اللبنانية، وثمَ يتم الإعلان عن فشل مشاورات التأليف كما حصل ويعود السيد سام الى الإرتفاع والتحليق مجدداََ بعدما يكون الميت دُفِن وصلُّوا عليه صلاة الوِحشَة.
**هذا الذي حصل بالضبط*
[ بينما سيناريو التعطيل مستمر بحِجَجٍ واهية وبعناوين غير صادقة وغير حقيقية، حَطَّت أميرة القلوب في ميناء بانياس السوري وبدأت بإفراغ حمولتها من المحروقات لكي تبدأ بعدها عملية النقل عبر الصهاريج الى الأماكن المخصصة لتخزينها في لبنان من أجل تنظيم عملية التوزيع من خلال الأولويات، وشقيقاتها الإثنتين يبحرون الآن هلى أَكُف الرحمَن نحو مياه المتوسط ببركته وحِماه.على مقلبٍ آخر بينما السُفُن تُبحِر، يُسمَعُ النباح الأميركي من مطار بيروت ويتردد صداه في الكثير من المناطق اللبنانية من دون أن يخيف أي طفل صغير من أبناء المقاومة المصَمِمَة على إنقاذ اهلها وشعبها من العتمة وطوابير الذُل والمهانة على اطراف الطرقات.
ميقاتي الغارق في الأحلام الحكومية الوردية، غارقٌ ايضاََ في سيل الطلبات الأميركية التعجيزية، فلا هو قادر على التشكيل، ولا هوَ قادر على الإعتذار، شأنه شأن كل المرتهنين اللذين يمتلكون مصالح في الخارج وأموالاََ بالمليارات في البنوك الأميركية والأوروبية، بينما لبنان غارقٌ في الظلام ،
وشعبه عاجزٌ عن تأمين أبسط مقومات الحياة من مازوت وبنزين ودواء.
الأميركي يلعب آخر أوراقه في الملف اللبناني بما تيسَر له من خَوَنة مطواعين قبل أن يعترف بهزيمته أمام حزب الله ويتراجع لكي لا يخسر مصالحه ووجوده في لبنان، وخصوصاََ أن المواجهة أصبحت بالأصالة ولم تَعُد بالوكالة بينه وبين حزب الله، على جغرافيا يحتاج الى دقيقة واحدة ليَعبُرَ (زلزال) أو (فجر) أو السيد (شهاب) سمائهُ من أقصى شماله لأقصى جنوبه،
حينها لن ينفع الندم،
وسنرى كيف سيتكرر مشهد سايغون وكابول في عوكر.
السلام.