«لاءات» تؤخر التأليف… عون وميقاتي يتقاذفان كرة النار الحكومية بعبدا «تعوّم» شروطها… وميقاتي يكسب الوقت لتمرير الملفات الساخنة
ابتسام شديد- الديار
على الرغم من الأخبار التفاؤلية حول اقتراب انجاز الحكومة وتجاوز العقد التي تقوم مطابخ سياسية بطرحها في التداول، فان فرص اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تتفوق كما تقول مصادر سياسية على فرص نجاحه، ويحذر العديد من المراقبين من الافراط في الايجابية والأجواء المصطنعة، ويستند هؤلاء في حذرهم على معطيات وبقاء الظروف السياسية نفسها والشروط التي خضع لها توزيع الحقائب والأسماء على غرار ما كان قائما في تكليف سعد الحريري.
بالنسبة الى كثيرين، فان ما لم يعط للحريري لن يحصل عليه ميقاتي، فالاثنان يتشاركان في النادي السياسي نفسه لرؤساء الحكومات السابقين، ووضع ميقاتي لن يكون أفضل من الحريري في مواجهة الشروط التي يضعها الفريق الرئاسي.
الأمور كما تقول مصادر سياسية مفتوحة على كل الاحتمالات، فلا أحد يستطيع ان يحدد متى يصعد ميقاتي الى بعبدا ليقدم إعتذاره، مع العلم انه يبذل جهدا للتأليف، لكنه لا يتوصل الى نقاط توافق مشتركة مع الفريق الرئاسي. وحرصا منه على النجاح في انجاز الحكومة يحاول ميقاتي كسب المزيد من الوقت من اجل تمرير الملفات الساخنة التي يمكن ان تعترض حكومته اذا ما تشكلت اليوم، ومنها انتظار تمرير عاصفة الدعم ومفاعيل وصول الباخرة الإيرانية وعدد من الملفات الداخلية الأخرى.
المشهد الحكومي يصح عليه مؤخرا وصف deja vu الذي حصل سابقا مع الحريري وميقاتي، فالأخير كان معاندا في حكومة 2011 ومن الصعب التحكم بقراراته، وهذا ما بدأ يتظهر في الحديقة الخلفية لمفاوضات التأليف، فميقاتي كما يقول المقربون من التيار الوطني الحر يفاجأهم بالتصلب وتمسكه بالمواقف.
ثمة من يتوقع المزيد من التصعيد هذا الأسبوع، حيث سيكون ميقاتي في مرمى النيران والاتهامات بالعرقلة، وصار واضحا كما تقول مصادر سياسية ان ميقاتي لن يعط لأي طرف سلطة الاستئثار بالحكومة وبسط سيطرته عليها، المؤكد أيضا ان الرئيس المكلف لن يبتعد عن معايير سعد الحريري.
لا يوجد أيضا كما تقول المصادر ضمانات لعناصر تشكيل الحكومة،وحتى اللحظة لا يمكن الا الحديث عن تقاذف كرة النار الحكومية بين الطرفين، مع توقع ان لا يسير ميقاتي بعكس تيار الحريري وأجندة «المستقبل» الحكومية.
التشكيل في سباق ومواجهة مع الأزمات المالية والاقتصادية ، وبالتالي فان المجتمع الدولي لن يغدق المليارات على الحكومة من دون مقابل والتزامات معــينة، وعلى الأرجح فان ميقاتي سيكون مكبلا بشروط الخارج والداخل .
المشهد الأخير في مسلسل التأليف توقف عند الاتفاق على وزارتي العدل والداخلية قبل ان تبرز اعتراضات من قبل «المستقبل» على الاسم المرشح لحقيبة الداخلية، كما برز عدم توافق على اسم وزير الطاقة الذي يطرحه العونيون، بالمقابل ثمة من يؤكد ان لا اتفاق بعد على اسمي وزير الخارجية والعدل.
يتحدث العارفون في كواليس اجتماعات بعبدا ان رئيس الجمهورية يرفع مجموعة لاءات تتصل بمرحلة ما بعد التشكيل، منها «لا» أساسية لبقاء حاكم مصرف لبنان في منصبه ومحــاولة انتزاع بعبدا موافــقة ضمنية من ميقاتي على السير بالتدقيق الجنائي.
لم يصدر عن الرئيس المكلف مؤخرا ما يدل على تفجير التأليف، فهو ينأى عن الاشتباك الحكومي مع اي طرف بانتظار انتهاء مفاعيل قنبلة الباخرة الإيرانية واستشراف المسار المقبل، الا ان المراهنة على انشقاق ميقاتي عن «نادي رؤساء الحكومات» ليس في محله، يقول العارفون ان ميقاتي يُطلع بيت الوسط على كل خطوة يقوم بها، وانه يسير ب «الريموت كونترول» الموجه من «المستقبل»، وهذا ما يجعل الانشقاق عن الحريري و»نادي الرؤساء» معقدا، فأي خطأ من قبل ميقاتي سيكلفه رفع الغطاء السني.
في الساعات او الأيام القليلة سوف تتضح الرؤيا الحكومية، ومهما كان موقف ميقاتي سواء استطاع التأليف ام لم يفعل، فان الحريري ذاهب الى المعارضة الشرسة ضد الرئاسة الأولى.
وقد أتم الحريري كل الاستعدادات لافتتاح موسم الانتخابات حيث بدأ بفتح النار على تحرك الباخرة الايرانية لشد العضب السني تمهيدا للانتقال الى المعركة المفتوحة مع رئيس الجمهورية.