تحقيقات - ملفات

حادث شويا في عهدة الجيش والمطلوب كشف من خطط وفبرك ووزع الافلام لا فتنة.. وما حصل لن «يتكرر و«فقراء التين والفانات» دفعوا الثمن

رضوان الذيب-الديار

ترك خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ارتياحا شاملا عند كل اللبنانيين، وثبت المعادلات القديمة ورسم خطوطا حمراء لمصلحة البلد وسحب كل الذرائع والمحاولات لاخذه الى المكان الذي تريده «إسرائيل» وأجهزة المخابرات العالمية نحو الفنتنة والتفجير، وهذا النهج أضاف الى رصيد المقاومة إنجازا جديدا لا يقل أهمية عن سائر انجازاتها وانتصاراتها.

وحسب مصادر درزية، فإن ما حصل في شويا مدان وغير أخلاقي ولا يعبر عن عادات وتقاليد الموحدين الدروز حماة الثغور العربية والإسلامية، الذين وقفوا الى جانب القضية الفلسطينية، واول شهيد من أجل القدس وفلسطين كان راجح غرز الدين «غيفارا غزة» الذي استشهد عام ١٩٦٧، وصولا الى الشهيد كمال جنبلاط ووجدي الصايغ وابتسام حرب وانعام حمزة، الى عميد الاسرى القائد سمير القنطار والقائمة تطول، فيما العالم كله لا ينسى سلطان باشا الأطرش وكيف قاتل فرنسا لسنة دفاعا عن ادهم خنجر ابن جبل عامل الشيعي وقدم الدروز ١٥ الف شهيد وهزموا فرنسا، وهذه هي عادات الدروز وليس كما حصل في شويا.

وحسب المصادر الدرزية، فإن ما حصل من محاولات لاستثمار حادث شويا لم ينجح، رغم الدخول عليه من قبل أجهزة استخبارات عالمية لاستغلاله، والعمل عليه بعناية عبر سلسلة من افلام مصورة بدقة واخراج ممتاز، وتقنية عالية، واستتبع الفيلم الاول بسلسلة افلام انتشرت «بسرعة البرق» على وسائل التواصل الاجتماعي، كما ارسلت الافلام وبشكل يفوق «سرعة الصوت» الى مكاتب وكالات الانباء الأجنبية في بيروت ومحطات التلفزة العربية التي فتحت هواءها لساعات وساعات للحديث والتعليق عما حصل في شويا وطريق عاليه، وتجاهلت كليا القصف على الحدود، وبثت اخبارا عن توترات شيعية – درزية وظهورمسلحين ليس لها أي مصداقية، حتى أن وسائل الإعلام الأجنبية والعربية، و٧٠ بالمائة من الوسائل المحلية تجاهلت كل مواقف التهدئة وبيان مشايخ خلوات البياضة وحق المقاومة في الرد وركزوا على السلبيات، مع بث متواصل للشرائط، دون ذكر مواقف ارسلان ووهاب والقومي وشخصيات درزية عن حق المقاومة في الرد، كما تم تجاهل مواقف قيادات الاشتركي الإيجابية ودعواتهم للتهدئة والإصرار على بث وضخ «بوق الفتنة»، فيما الأمور على الأرض كانت متشنجة، لكن ليس بالقدر التي بثته مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية، حيث لم تحصل ضربة كف واحدة في كل المناطق الدرزية والشيعية المتداخلة باستثناء ما حصل على طريق بيروت دمشق وتمت معالجته سريعا من قبل أهالي المنطقة قبل وصول الجيش، كما أن عددا من الحالات الإنسانية التي حصلت عبّرت عن أصالة أبناء الجبلل شيعة ودروزا في العديد من المناطق عبر اتصالات الاطمئنان، ودانت القيادات الشيعية ما حصل مع «فقراء التين»، كما ان قيادات درزية سياسية ودينية استنكرت ودانت أيضا ما حصل مع « «فقراء الفانات» على طريق الشام، حتى أن بعض المواطنين الشيعة الذين لهم مؤسسات في منطقة الجبل غادرها أصحابها تجنبا للحوادث، وقد تمت حماية مؤسساتهم من قبل الجيران والأهل والبلديات وشباب من الاشتركي، واصروا على أصحابها العودة فورا وبأن لا شيء يفرقنا وهكذا حصل، حتى أن قيادات سياسية ودينية نزلت على الأرض لمنع العملاء من توتير الأجواء والقيام بحركات مشبوهة، كما جاءت تغريدة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد واعتذاره مما حصل مع الشيخ على طريق الجنوب وكيف واجه الموقف بابتسامة لتترك أثرا إيجابيا عند كل النخب الدرزية والفاعليات ومشايخ الدين، بالإضافة الى جولات شباب المقاومة للاطمئنان على الباعة المتجولين من الجبل في الجنوب، وهذا ما أدى الى دفن الفتنة دون القفز فوق خطورة ما حدث في شويا، مع الاتفاق على ترك المعالجة للجيش اللبناني وتحقيقاته، وكشف خيوط ما حدث بكل أبعاده لما يشكل ما جرى من خطورة على الأمن الوطني برمته خدمة للعدو الاسرائيلي

وتؤكد المصادر الدرزية، أن اتصالات التهدئة أدت إلى وقف كل الرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي مع قرار اشتراكي بمنع التداول بما حصل مطلقا، وركزت جريدة «الأنباء» الإلكترونية على اتصالات التهدئة وبيانات الحزب، وعلم أن قيادات درزية نقلت لحزب الله أن ما حصل كان التباسا ولن يتكرر .

وتكشف المصادر الدرزية عن حرص حزب الله على الجبل وابنائه وأن قيادات من حزب الله تواصلوا مع حلفائهم الدروز داعين الى تجاوز ما حصل، وحرص حزب الله على الوحدة بين كل الأطياف الدرزية ومنع أي توتر، وتكشف المصادر أيضا عن موقف حزب الله المتريث في إنشاء سرايا للمقاومة في الجبل بناء لرغبة الحلفاء الدروز منعا للتشنجات والتوترات واحتراما لمشاعر المعارضين للحزب، علما أن جنبلاط وخلال انتخابات ٢٠٠٦ واجه تسونامي عون ب١٢ الف صوت شيعي من الضاحية الجنوبية وأدت الى حماية المختارة يومذاك باعتراف جنبلاط الذي قال : «حزب الله حمى المختارة ولن أنسى فضلهم طالما أنا حي».

وتقول المصادر ان العلاقة بين بري وجنبلاط تبقى من أقدس المقدسات، وبالتالي فإن الجميع يعرف حرص حزب الله على البلد وأهالي شويا والجنوب، وأن القصف من تلك المنطقة له مبرراته، لكن التحقيق يجب أن يكشف كل خفايا حادث شويا إذا كان التباسا أو كمينا أو تدخلا «اسرائيليا»، والوصول إلى الحقيقة يحمي الجميع والبلد وهذا هو المخرج للأزمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى