لو عاد الشهداء لانتحروا !
حبيب افرام-الديار
كان زمن قضية ونضال وحلم وطن،
ان نحمي لبنان رسالة وجوهرا وحرية وواحة
وان نحفظ شعبنا من التهجير والقتل والابتلاع ومحو الهوية فلا تتكرر مآسي التاريخ، وكنا نحن، بقايا سيوف، نعرف ربما اكثر من غيرنا معنى خسارة وطن وارض وسماء وتربة اجداد، لذلك سكبنا دمنا فداء لفكرة، وارتقى ابناؤنا الى مجد الشهادة، وها نحن بعد هذي السنين، نحتفل ونتذكر، من يوم قررت الرابطة السريانية عام ١٩٧٦، على اثر وفرة الدم في يوم مجيد ان تعلنه في كل ٢٥تموز ذكرى للشهداء السريان في لبنان، لا ننساهم اسما اسما، وجها وجها، لكن لو عاد الشهداء ليفتشوا عن ثمار التضحيات،عن ماذا صنعنا بأسمى العطاءات، فماذا سيكتشفون؟ ١/الوطن تشلع من جديد، لا سلطة لا دولة لا سيادة لا مؤسسات لا عدالة لا رؤية لا امل ٢/النظام انهار، الاقتصاد، العملة الوطنية، المصارف الجامعات المستشفيات، لا كهرباء لا فيول، لا طرقات لا فرص عمل افتقر الشعب وسرقت ودائعه.
٣/التدخلات ازدادت، الولاءات للخارج، لا مصلحة لبنانية عليا، عدنا ساحة للعبة امم.
٤/ الاحقاد تزداد، التهريب الفوضى السرقات في تصاعد، الهجرة خلاص الناس.
٥/ المسيحيون، كما دائما، يتقاتلون بالسلاح الابيض من اجل كرسي لا قيمة له، ولا مشروع ولا قيم ولا ريادة ولا مبادئ ولا مثال ولا حد ادنى من حكمة تمليها المخاطر.
٦/ وبقي النظام عنصريا، تراتبيا في التعامل، ومع الطوائف الصغيرة يصنفها اقليات ويمعن في تهميشها ولم يعطها حتى من فتات حقوق.
٧/ تحديات تطال الوجود من خطر اسرائيلي داهم، الى التوطين الحاصل بالامر الواقع والمخيمات الباقية خارج سلطة الدولة، الى النزوح السوري وكل تبعاته حتى يسمح لك العالم بحل، الى اننا «فيش لعب « في صراعات اقليمية ومذهبية ودولية.
٨/ في اننا فقدنا الروح والعصب والدور، في اخطر انفجار في قلب المرفأ وبيروت، ولا محاسبة بعد، في نظرة العالم لنا، في تحويل دولة وجيش وشعب الى متسولين!
٩/ في ضياعنا من كيف يبدأ النهوض، الحل، واين العلة في النظام ؟ في الدستور ؟ في الاداء؟ في الولاء؟ في الفساد؟ في طمع الخارج؟ في كيفية ادارة تنوعنا؟
١٠/هل هو قدرنا مئة عام من دم مهراق؟ من «سيفو «الى «سيميل «الى «نينوى «الى «الخابور «الى لبنان؟ ليس لنا مساحة امان في الشرق ؟ مكتوبون للقهر ؟ ماذا سيفعل الشهداء لو عادوا؟ ايقاتلون من جديد او ينتحرون يأسا ؟ لان لا جدوى ؟ او يخترعون عزما جديدا ؟ نعتذر، ربما ربما لم نستحق شهادتكم!
نحن نفتخر اننا مشرقيون مسيحيون وطنيون، وتاريخنا ناصع، لكن الشرق كله يلفظنا، بحكامه والانظمة والارهاب والتكفيريين، والفقر والجوع والحروب والاحتلالات، فمن يلوم من يغادر؟ من يفتر ايمانه؟ من يكفر بالوطن! ومن سيبقى لديه شجاعة الصمود؟ انها حلاوة روح في آخر معقل في آخر ازمنة، فهل من معجزات لنا ورجاء في مسار الله ؟
*كلمة في ذكرى الشهداء السريان في لبنان : قداس احتفالي وندوة !فتراضية