الشعب يريد الاشتراك…!؟
سعر كيلو وات الدولة ٣٥ ليرة ؟ وكيلو وات الاشتراك ٥ آلاف ليرة ! المواطن اللبناني يتحمل منذ٣٠ عاماً انقطاع كهرباء الدولة من ٣ الى١٢ و١٤ ساعة يومياً!
لم يمتعض من ذلك ولم يغضب بسبب ذلك الى حد التظاهر وقطع الطرقات وممارسة العنف ؟لكن فعل كل ذلك وأكثر عندما انطفأت مولدات الاشتراك لساعة او ساعتين !
اللبناني يبدو دون ادنى شك انه لا يثق بالدولة فحسب بل لا يريدها وان كان وجودها اقل كلفة وثمن من وجود البديل عنها !
لا يشغل بال اللبناني حالياً بناء معامل انتاج الكهرباء او تشغيل ما توفر منها بالغاز او ما هو اقل كلفة من الفيول ،لا يفقه او يبحث عن الأخبار التي تتحدث عن سلفة خزينة وبواخر قادمة وأخرى أفرغت حمولتها! لم يتوقف كثيراً عند الحجز على بواخر الكهرباء التركية وما يلفها من صفقات وسمسارات كل ما يريده اليوم ( مازوت) للمولدات!
هذا اللبناني يعلم ان حجم الهدر بالتعديات المباشرة وغير المباشرة على شبكات المولدات ( صفر )بينما لا يكترث لحجم التعديات المباشرة وغير المباشرة على كهرباء لبنان والتي تصل الى ٣٠٪ وهو اعلى رقم هدر بالعالم ..
يتعامل المواطن اللبناني مع جباة كهرباء لبنان ببلطجة وقسم اخر يتعامل معهم على انهم جباة ميليشيا او عصابة لا دولة ! اذا دفعوا الفاتورة يدفعوها مكرهين او يطلبون التأجيل واو تحويلها الى تقسيط وقسم اخر لا يدفع ويهدد عامل الكهرباء بالويل والثبور اذا ما اقدم على قطع التيار ..
اما بالمقلب الاخر تنقلب الموازين وتدفع فاتورة الاشتراك بحينها او قبل حينها ؟ دون اعتراض وان ارتفعت قيمتها٣٠٠٪ بين شهر و اخر ؟ فكل شيء يمكن ان يؤجل دفعه قسط المدرسة والإسكان وإيجار المنزل وحساب البقال وغيرها من الامور باستثناء فاتورة الاشتراك ؟! وكأنها تطبيق مثالي عن الدولة المتقدمة والمواطن الملتزم بالقانون الضريبي …
هذا مثال غير وحيد عن نظرة معظم الشعب اللبناني للدولة ومؤسساتها وعدم ايمانه بوجودها سابقاً وحالياً وربما لاحقاً ! والفارق لديه بين وجود الدولة او البديل لها. مثل الفرق بين ايرادات كهرباء لبنان التي تقدر حالياً باقل من ١٠٠ مليون$ وإيرادات المولدات التي تتخطى حالياً مليار $ ؟!
عباس المعلم / كاتب سياسي