في مؤشر محتمل على تحسن في العلاقات، أردوغان يجري مكالمة هاتفية مع الرئيس الإسرائيلي الجديد يتسحاق هرتسوغ والرئيس التركي يتعهدان بمواصلة الاتصال و”والحوار المستمر” رغم الخلافات، بعد سنوات من العلاقات المتوترة
تايمز أوف اسرائيل
تحدث الرئيس يتسحاق هرتسوغ مساء الإثنين في مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب اردغان، في اتصال مباشر نادر بين قادة البلدين بعد أكثر من عقد من الزمن شهد علاقات مشحونة.
وهنأ أردوغان الرئيس هرتسوغ على توليه مهام منصبه الجديد كرئيس للبلاد الأسبوع الماضي، بحسب ديوان الرئيس الإسرائيلي.
بحسب البيان الإسرائيلي فإن الرئيسين أكدا في مكالمتها “على أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا لها أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وهناك إمكانات كبيرة للتعاون بين الدولتين في العديد من المجالات، لا سيما مجالات الطاقة والسياحة والتكنولوجيا”.
كما جاء في البيان أن هرتسوغ وأردوغان شددا على “الأهمية الكبرى للحفاظ على الاتصال والحوار المستمر على الرغم من اختلاف الآراء، بهدف اتخاذ خطوات إيجابية نحو حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مما سيسهم أيضا في تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية”.
وعكس البيان التركي بشأن المكالمة إلى حد كبير ما جاء في البيان الإسرائيلي، لكنه أشار أيضا إلى دعوة أردوغان لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال حل دائم وشامل بالاستناد على مبدأ الدولتين وفي إطار قرارات الأمم المتحدة.
بحسب موقع “واللا” الإخباري، فقد استمرت المكالة بين الزعمين لنحو 40 دقيقة، وأعلم هرتسوغ رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد بالمكالمة مسبقا.
لأكثر من عقد من الزمن، كانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا متصدعة، وتدهورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. لكن على الرغم من خطب أردوغان العلنية ضد إسرائيل، استمرت أنقرة في الحفاظ على علاقات مفتوحة مع الدولة اليهودية، بما في ذلك في قطاعي السياحة والتجارة.
وشهدت الأشهر الأخيرة علامات أشارت إلى تحول في الموقف التركي، حيث صرح أردوغان أنه على الرغم من الاختلافات العديدة في الرأي بين البلدين “نرغب في أن نتمكن من نقل علاقاتنا مع [إسرائيل] إلى نقطة أفضل”.
تتعلق الكثير من التوترات بين البلدين بغزة ودعم تركيا لحركة “حماس” الفلسطينية الحاكمة للقطاع.
بعد اشتباكات دامية على الحدود مع غزة في عام 2018 – في اليوم الذي تم فيه افتتاح السفارة الأمريكية في القدس – استدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل وطردت السفير الإسرائيلي لدى أنقرة. كان البلدان قد تبادلا السفيرين فقط قبل أقل من عامين، بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية لمدة ست سنوات بسبب حادث أسطول “مافي مرمرة” عام 2010، والذي قُتل فيه تسعة ناشطين أتراك خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي أثناء وجودهم على متن سفينة كانت تحاول كسر الحصار البحري المفروض على غزة.
خلال الصراع الذي استمر 11 يوما بين إسرائيل وحماس في غزة في مايو، اتهم أردوغان إسرائيل بـ “الإرهاب” ضد الفلسطينيين وقال إن الإسرائيليين “قتلة، لدرجة أنهم يقتلون أطفالا يبلغون من العمر خمس أو ست سنوات. لا يشبعهم إلا مص دمائهم “. وأثارت تصريحاته إدانة من وزارة الخارجية الأمريكية التي وصفتها بأنها معادية للسامية.
خلال نهاية الأسبوع، استضاف أردوغان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في إسطنبول. خلال اجتماعهما، ورد أن أردوغان قال إن تركيا لن تلتزم الصمت تجاه “القمع الإسرائيلي للفلسطينيين”.
كان لأردوغان علاقة شائكة بشكل خاص مع رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، حيث اتهم أحدهما الآخر علنا وبشكل منتظم بأنه إرهابي أو قاتل ينفذ إبادة جماعية. ولقد كان رؤوفين ريفلين، سلف هرتسوغ في المنصب، عضوا في حزب “الليكود” الذي يتزعمه نتنياهو، إلا أن فترة ولايته في المنصب الرمزي إلى حد كبير اتسمت بالاعتدال السياسي.
بحسب تقارير، تدرس تركيا في الأشهر الأخيرة تعيين سفير جديد لدى إسرائيل، على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار رسمي بعد.
وتكهن المحللون بأن أردوغان يتطلع إلى كسب تأييد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، الذي اتخذ نهجا أكثر قسوة تجاه تركيا من سلفه، وسينظر بعين الرضا إلى تبني أنقرة لهجة أكثر اعتدالا تجاه إسرائيل.