أخبار عاجلة

اسرائيل تفضح مهمة شيَا ــ غريو في السعودية: عدم تحوّل ايران «لمنقذ» حراك اسرائيلي ناشط لمنح لبنان «الاوكسيجين» ومنع سيطرة حزب الله توصيات فرنسية «خطيرة»… الحريري لم يحسما «لهبوط الآمن» لاعتذاره

ابراهيم ناصر الدين – الديار

على وقع وعود»بحلحلة» موقتة لازمة المحروقات والادوية، وبعد ساعات على «العاصفة» غيرالدبلوماسية في السراي الحكومي، لا يزال البحث مستمرا عن اجوبة حيال حراك سفيرتا واشنطن وباريس باتجاه السعودية، البيانات الرسمية لم تقدم اجوبة شافية حول طبيعة هذا التحرك، اهدافه، وتوقيته، وفي غياب المعلومات الموثوقة حيال طبيعة هذه المهمة، جاء الخبر «اليقين» من اسرائيل المهتمة رسميا واعلاميا بالملف اللبناني. وكشفت التسريبات الامنية عن دور رئيسي، وفاعل للدبلوماسية الاسرائيلية في دفع الاميركيين والفرنسيين للتحرك لمنع طهران من لعب دور «المنقذ» في لبنان، ومنع سقوط الدولة في «يد» حزب الله، كاشفة عن قرار بمد لبنان «بالاوكسيجين» وليس القيام بعملية انقاذ متكاملة…

«تدويل» المساعدات لقطع الطريق على ايران، حملها ايضا الى بيروت في «رسالة» شديدة اللهجة، رئيس الدبلوماسية القطرية الذي حذر من الذهاب «شرقا»، فيما بدأ السفير الفرنسي المكلف تنسيق المساعدات الدولية في لبنان بيار دوكان الترويج لانعقاد المؤتمر الدولي الثالث الذي سيتم تنظيمه في باريس الشهر الجاري لدعم الشعب اللبناني… وفي تطور بالغ الخطورة، كانت «الديار» قد اشارت اليه قبل ايام حول مساع اسرائيلية لاقناع واشنطن وباريس بالتدخل عسكريا في لبنان، صدر عن لجنة الدفاع والقوات المسلّحة في البرلمان الفرنسي تقرير، غير قابل للتطبيق، وسيكون مغامرة غير محسوبة، يوصي، بإرسال قوات دولية الى لبنان بشكل طارئ تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي في سبيل تعزيز «الأعمال الإنسانية» ومساعدة اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية لحفظ الأمن والإستقرار، كما شدد التقرير على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في العام 2022. وفي انتظار تبلور الحراك الدبلوماسي، لا تزال المعضلة الحكومية على حالها وسط جهود من «الثنائي الشيعي» لاقناع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بتامين «هبوط آمن» لاعتذاره عبر تسمية خليفته، لكنه ما يزال متريثا في اعطاء جواب نهائي حيال موقفه، رابطا موافقته بالحصول على ضمانات بالتاليف بعد التكليف، وشروط ذلك غير مؤمنة بعد.

الدور الاسرائيلي

فقد كشفت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عبر كاتبها المقرب من الاجهزة الامنية الاسرائيلية عاموس هرئيل، ان اسرائيل تعمل عبر القنوات الدبلوماسية لمنع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من تعزيز مكانة «منظمته السياسية» بدعم اقتصادي من إيران. ولفت الى ان أحداث «الربيع العربي» قبل عقد أثبتت أن دولاً مستقرة نسبياً انهارت بسرعة كبيرة وبشكل كامل، ومن هنا ترى اسرائيل ضرورة ملحة لمنح «مساعدة» للبنان، من خلال ضمان استقراره ومنع سيطرة حزب الله، وهو امر تعمل عليه الدبلوماسية الاسرائيلية منذ مدة، وقد ترجم ذلك في المحادثات السياسية والأمنية التي اجرتها مع أميركا وفرنسا ودول أوروبية أخرى.

نوايا «خبيثة»

وكان العدو الاسرائيلي واضحا على المستوى الرسمي ولم يخف نواياه «الخبيثة» ازاء الوضع اللبناني، وسبق لمكتب وزير الحرب بني غانتس، ان اصدر بيانا واضحا جاء فيه انه على خلفية الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان و»محاولة حزب الله إدخال استثمارات إيرانية ،اقترح غانتس بواسطة قيادة «اليونفيل» أن تحول إسرائيل مساعدات إنسانية للبنان. اما ذروة النفاق الاسرائيلي فكانت عبرغانتس نفسه حين قال من «المطلة» إن قلبه يتفطر إزاء رؤية المواطنين الجائعين في شوارع لبنان، وأن إسرائيل مستعدة لتحسين الوضع بالتعاون مع دول أخرى..؟!

الخشية من نفوذ حزب الله

ولفت الكاتب الى ان الجانب اللبناني لا يزال يرفض أي اتصالات مباشرة مع اسرائيل، وقال انه حتى في ضائقتهم ليس لديهم نية للانحراف عن سياسة» الرفض» لكن الموقف الاسرائيلي شهد تغييراً واضحا حيال ما يحدث في الطرف الثاني من الحدود: أولاً، إسرائيل قلقة من خطورة الأزمة الداخلية في لبنان والتي تتدهور بشكل سريع. ثانياً، هي تقلق من احتمالية قيام إيران بطرح نفسها «كمخلصة» للبنانيين، ثالثاً، تخشى اسرائيل من أن يمسك حزب الله زمام الأمور في بيروت، من خلال استغلال ضعف الحكومة الانتقالية، والعامل الديموغرافي المساعد له.

لماذا تدخلت اسرائيل؟

اما لماذا سرعت اسرائيل اتصالاتها مع الفرنسيين والاميركيين، فالامر مرتبط بحسب معلومات «هآرتس» بقرب رفع العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي قبل ثلاث سنوات، فالتوقعات الاسرائيلية تشير الى ان هذا الاجراء سيضخ بالتدريج مليارات الدولارات للاقتصاد الإيراني، وجزء من هذه الأموال يتوقع أن يجد طريقه إلى حزب الله، اما الاخطر فهو ان جزء من أرباح النفط الإيراني ربما تستخدم في المستقبل أيضاً لزيادة نفوذ إيران في بيروت، وهذا ما يقلق اسرائيل.

الغرب لا ايران

وفي هذا السياق، توقعت الصحيفة ان تزداد الازمة سوءا، مع النقص المتوقع في المواد الاساسية من الاسواق خلال الاسابيع المقبلة، ونقلت عن مسؤولين اسرائيليين تاكيدهم ان إسرائيل تفضل أن تصل أموال إعادة الإعمار لبنان من الغرب ومن دول الخليج وليس من إيران وروسيا والصين.

«اوكسيجين» لا اكثر…؟»

وفي مقال آخر عن لبنان، اختصرت «هارتس» المشهد بالقول» يبقى السؤال الملح، هل ستوافق الدول المانحة على تقديم المساعدات الاقتصادية قبل تشكيل الحكومة في لبنان، أم ستواصل النظر إلى لبنان وهو يغوص في الضياع إلى درجة أن لا يكون هناك مناص عدا ضخ المساعدات الحيوية له من أجل تمكين المواطنين فيه من البقاء. في الحالتين، ستكون النتيجة متشابهة. لكن ثمة خيار آخر يعمل عليه الان، وهو إعطاء لبنان مساعدة محددة، مثل مخصصات وقود لتشغيل الخدمات الحيوية وتعزيز التزويد بالكهرباء بواسطة سفن كهربائية او تمويل مشاريع تحت رقابة دولية وتعزيز دور الجيش اللبناني. وكل ذلك لن يحل الأزمة السياسية والاقتصادية، ولن يدفع قدماً بإجراء إصلاحات اقتصادية، لكنه سيوفر للبنان المزيد من «أوكسيجين التنفس».

ماذا يحصل في الرياض؟

في هذا الوقت، التقت السفيرة الفرنسية آن غريو والسفيرة الأميركية دوروثي شيا في الرياض عبدالله الربيعة المستشار في الديوان الملكي، وفي تغريدة للسفارة الاميركية في بيروت على «تويتر» اشارت الى ان السفيرتين قامتا بمشاورات ثلاثية مهمة مع المملكة العربية السعودية لمناقشة الوضع في لبنان والسبل التي من خلالها يمكنهم معاً دعم الشعب اللبناني والمساعدة في استقرار الاقتصاد. ووفقا لمصادر دبلوماسية فان الجهود تتركز على أهمية المساعدة الإنسانية للشعب اللبناني، وزيادة الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، بينما البحث في تشكيل الحكومة لا يبدو اولوية في هذه المرحلة، لان هذه المسألة اكثر تعقيدا وتحتاج الى لقاءات على مستوى رفيع، لا على مستوى سفراء!

ووفقا لتلك الاوساط، تحاول واشنطن وباريس، اقناع الرياض بالاضرار الكامنة وراء ترك لبنان للايرانيين، ولهذا يتم «استدراج» السعودية مجددا الى الساحة اللبنانية من «بوابة» المساعدات الانسانية ودعم المؤسسات الامنية. وحتى الان لا يبدو في الافق اي فكرة ناضجة حيال عقد مؤتمر دولي حول لبنان، لكن السعوديين يصرون على التزام لبنان «بالحياد» الكامل والجدي للعودة الى «الحضن العربي». ومن هنا فان التحرك الدولي يسعى لمنع الفوضى والانفجار في ظل العجز عن وضعه تحت «الوصاية الدولية».

تحذيرات قطرية

وفي السياق نفسه، كشفت مصادر سياسية مطلعة ان زيارة وزير الخارجية القطري الخاطفة الى بيروت لم تكن مخصصة فقط للاعلان عن تقديم مساعدات غذائية للجيش اللبناني، فامر كهذا لا يتطلب عناء القيام بزيارة، ولهذا فان الهدف غير المعلن للزيارة هدف لنقل تحذيرات من مخاطر السير وراء حزب الله ضمن استراتيجية«التوجه شرقا» وقد نقل موقفا خليجيا موحدا، مفاده ان اي استقبال لسفن نفط من إيران من دون موافقة الدولة اللبنانية يعني الانقلاب على المعادلة التي قام عليها لبنان، واذا حصل ذلك سيستدعي ردود أفعال اقليمية ودولية كبيرة…!

البحث عن «هبوط آمن»

حكوميا، لا جديد بعد دخول البلاد «معضلة» جديدة عنوانها ترتيب «هبوط آمن» لما بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، وعلم في هذا الصدد ان الاخير يرفض حتى الان بالتضامن والتكافل مع رؤساء الحكومات السابقين طرح بديل لتشكيل الحكومة الجديدة، وهو ابلغ المعنيين بالاتصالات انه ليس مضطرا للدخول في هذه «المعمعة» العقيمة لانه لن يستطيع القبول باقل ما كان يطلبه لنفسه، وهذا يعني العودة الى «نقطة الصفر»، كما يعتبر الحريري ان الفريق السياسي لرئيس الجمهورية معني بتحمل مسؤولية وتداعيات افشاله في تشكيل الحكومة، ولهذا يجد نفسه غير معني بتامين غطاء لاي مرشح وهو لن يقبل بان يكون «رافعة» للعهد في اشهره الاخيرة… هذا الموقف استدعى حراكا مكثفا من «الثنائي الشيعي» لمحاولة ايجاد قواسم مشتركة يمكن البناء عليها كي لا يكون الاعتذار «قفزة في المجهول»…!

«فرملة» وتشكيك بالنوايا

ووفقا للمعلومات، لم يقفل الحريري «الابواب» امام «الثنائي الشيعي» ووعد بدراسة مسالة»الخلف»، وفي الوقت نفسه «فرمل» اندفاعته للاعتذار، موقتا، وهو اتخذ قرارا بالتريث ليس بانتظار وضوح طبيعة التحرك الفرنسي – الاميركي باتجاه الرياض، لان الجواب السعودي حياله محسوم «سلبا»، لكنه يدرس امكانية رمي «الكرة» مرة جديدة «في «ملعب» رئاسة الجمهورية من خلال تقديم تشكيلة من 24 وزيرا، وبعدها سيحصل الاعتذار. وفي هذا السياق، لم تنجح «الليونة» اللفظية لرئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل في «كسر» الجليد مع «بيت الوسط» التي اكدت مصادرها ان كلامه يحتاج الى خطوات عملية تساهم في الافراج عن الحكومة، واكدت ان الحريري لن يعود الى اي»تسوية» جديدة على شاكلة «التسوية» الرئاسية.

نصائح حزب الله للحلفاء؟

وفي سياق متصل بالازمة السياسية الاقتصادية الحادة في البلاد، اشارت مصادر مقربة من حزب الله الى ان مقاربة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حيال دور الولايات المتحدة في خنق الاقتصاد اللبناني، لا يعني انه ليس مدركا لحجم الازمات الداخلية المعقدة المرتبطة بحجم الفساد غير المسبوق في الدولة، لكن حل تلك الازمات ليست بالامر السهل، واذا كان حلفاء الحزب متهمون او متورطون فليس بامكان حزب الله تجاوز المعادلات الطائفية في البلد، واذا كان الحل في فك تلك التحالفات، فان هذه المسألة دونها تعقيدات كبيرة. وامام حالة الاستعصاء القائمة تفيد المعلومات ان الحزب قدم نصائح جادة للغاية للحلفاء خصوصا التيار الوطني الحر بضرورة اعادة النظر بالاداء طوال السنوات الماضية، حتى لو كلف ذلك تغييرا في الوجوه. وفي هذا السياق، تحدث نائب حزب الله علي فياض عن وجود قلق جدي خصوصا على الساحة المسيحية حيث تتلقى شخصيات واحزاب مساعدات خارجية لخوض الاستحقاق الانتخابي، حيث يجري التركيز على تحميل التيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية مسؤولية الانهيار، وهذا يستدعي برايه اجراء مراجعة جدية من قبل الحلفاء، معتبرا ان الخرق على الساحة الشيعية مستبعد، ولهذا يتم التركيز على اضعاف التيار الوطني الحر.

تصعيد سعودي!

وخلال الاحتفال بمئوية العلاقة بين البطريركية المارونية والمملكة السعودية، وجه السفير السعودي في لبنان الوليد البخاري، انتقادات «مبطنة» لمحور المقاومة زاعما ان البعض يحاول العبث بالعلاقة بين لبنان وعمقه العربي وداخله، بمحاور تمس بهوية لبنان العربية، مشيرا الى ان لبنان مشروع للسلام… وفي تصويب متعمّد وواضح من الراعي على حزب الله وايران، تماهى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مع مواقف البخاري وقال «ان السعودية لم تعتد على سيادة لبنان يوما، ولم تستبح حدوده ولم تورطه في الحروب». وقال «تعاطت المملكة مع لبنان واحترمت خيار اللبنانيين وهويتهم وتعدديتهم ونظامهم وتقاليدهم ونمط حياتهم»!

«الذل» يتواصل ووعود بالحلحلة؟

معيشيا، لا يزال الانحدار مستمر نحو الاسوأ على الرغم من وعود الحلحلة التي برزت بالامس، وبانتظر تبلور التفاهمات مع المصرف المركزي، أعلن تجمع أصحاب الصيدليات «الإضراب العام والمفتوح على كامل الاراضي اللبنانية، اعتبارا من صباح اليوم الجمعة، إلى حين اصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع المصرف المركزي، في هذا الوقت، ترأس وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف الدواء، وتناول البحث تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المصرف المركزي، وإبلاغ حاكم المصرف رياض سلامة للوزير حسن ببدء إصدار التحويلات المصرفية لشركات الأدوية.

اما على خط ازمة المحروقات، وبينما تتواصل «طوابير الذل» وتتزايد الاشكالات الامنية امام المحطات، عقد الرئيس ميشال عون اجتماعا في بعبدا تعهد خلاله حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بصرف 160 مليون دولار لاعتمادات المحروقات، في خطوة يفترض ان تنهي الازمة موقتا، حيث يفترض ان تفتح 70 بالمئة من المحطات ابوابها يوم الاثنين المقبل، ما سيؤدي الى حل الازمة موقتا، وفي هذا السياق، اعلن عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس عن حل مشكلة الباخرتين الراسيتين في عرض البحر، وناشد مصرف لبنان «الإسراع في اعطاء الموافقات المسبقة لشركات استيراد النفط لزوم البواخر التي ستصل خلال الشهر الجاري، حتى يتم تفريغها بسرعة وفور وصولها.

عن jawad

شاهد أيضاً

أين عدالة القروض السكنية؟

المصدر : وكالة نيوز الكاتب : عباس قبيسي في العديد من البلدان، يعتبر الحصول على …