ماذا يعد العالم للبنان …اتفاق الدوحة٢..!؟
لا شك ان لبنان جزءاً لا يتجزأ من ميادين الصراع الدولي والاقليمي ، على الرغم من اللامنطق ، في ما يطلق عليه بعض اللبنانيين مسمى النأي بالنفس . اذ ان من يسبح في البحر لا يمكنه ان ينأى بنفسه عن امواجه .
من هنا فان محاولات كلاً من الصين وروسيا وايران لتقديم المساعدة للبنان ، سواءً من خلال مشاريع اعادة إعمار ميناء بيروت او مشاريع تطوير البنى التحتيه المختلفه ، من ماء وكهرباء وشوارع دوليه وسكك حديديه ونقل عام ….نقول ان هذه المحاولات تشكل جزءاً ، من الصراع الدولي على منطقتنا العربيه ، بين القوى العظمى والاقليمية ، التي تعمل على انهاء الهيمنة الاميركية على المنطقه وغيرها من انحاء العالم من جهة وبين الولايات المتحده وعملائها من جهة اخرى .
وقد دفعت المحاولات المذكوره اعلاه الولايات المتحده واعوانها في المنطقة العربيه ، من صهاينة واعراب ، الى التحرك السريع ، بهدف قطع الطريق على ايران وبقية اطراف حلف المقاومه ، مثل سورية والعراق ، الى لبنان ، وبهدف محاصرة حزب الله من الداخل ، بعد فشل المشاريع الاميركيه في الضغط على حزب الله ، من خلال العقوبات والحصار الاقتصادي والمالي المفروض على لبنان .
وفي هذا الاطار أجرت الولايات المتحده سلسلة من المشاورات والاتصالات ، بينها وبين كلاً من الكيان الاسرائيلي والسعوديه وقطر والامارات ، لبحث سبل سحب البساط من تحت أرجل حزب الله في لبنان ، وذلك من خلال اجهاض محاولات الحزب جلب المساعدات ، خاصة في مجال الطاقه ، من ايران ، حسب ما افاد مصدر امني اوروبي ، متابع للوضع اللبناني بدقة .
ويتمثل المشروع الجديد ، في الضغط على حزب الله في لبنان ، في :
١) تكليف قطر بعرض المساعدة الاميركيه الاسرائيليه للبنان ، على شكل مشاريع اقتصاديه ، تقوم بتمويلها قطر والامارات ، وذلك لان السعودية رفضت المشاركه في هذا المشروع ، من منطلق انها لا تريد مواصلة الاشتباك مع ايران في المنطقة ، خاصةً بعد قيام ” مجمع العائله السعوديه ” بالضغط على محمد بن سلمان ومنعه من المشاركه العلنية في اية نشاطات تشارك فيها “اسرائيل” والابتعاد عن مشروع التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، لان السعوديه ليست بحاجة لهذه العلاقه ، كما يقول المصدر( ولعل الصدام السعودي الاماراتي الذي انفجر في اوبك كان على هذه الخلفية) . علاوةً على ان السعوديه لن توافق على ان يكون سعد الحريري رئيساً للوزراء وهو ما يقترحه المشروع الاميركي الاسرائيلي ( ولعل سفر كلاً من سفيرتي اميركا وفرنسا على وجه السرعة وبشكل غير متعارف الى السعودية في الساعات الماضية، بعد تأخر الرد الرسمي السعودي على الوزيرين الاميركي والفرنسي، ياتي في هذا السياق) .
٢) في المقابل سيكون على لبنان ، من خلال حكومة الحريري القادمة ، اغلاق موضوع التوجه شرقاً بشكل نهائي والتركيز على التعاون مع البنك الدولي والمؤسسات المالية الاعلاميه الاخرى ، ضماناً لعدم سقوط لبنان في “تبعية” الصين وروسيا وايران ، كما نُقِلَ الى المصدر .
٣) تقوم المؤسسات الماليه الدوليه ، بالتعاون والتنسيق مع البنوك اللبنانيه المحلية ، بتسهيل حصول المواطنين اللبنانيين على قروض ماليه من البنوك اللبنانيه ، إضافةً الى خلق فرص العمل ، عبر المشاريع المشار اليها اعلاه ، بهدف تغيير نمط تفكير المواطن اللبناني واشغاله ، لا بل تقييده ، بتفاصيل الحياة المعيشيه اليوميه ، وذلك بهدف تغيير اهتمامات المواطن اللبناني ، خاصةً في بيئة حزب الله ، وخلق حالة من الرأي العام المطالَب للحزب بالابتعاد عن مشروع المقاومة والانخراط ، في الحياة السياسية اللبنانيه ، بشكل طبيعي كالاحزاب الاخرى ، مع تقديم ضمانات وامتيازات لحزب الله ، في حال تحوله الى حزب سياسي لبناني تقليدي …!
٤) ويضيف المصدر بان التحضيرات ، لهذه المبادرة الاميركيه الاسرائيليه ، قد بدأت في شهر نيسان الماضي ، واتفقت الاطراف المشاركه في هذه الاتصالات ، ما عدا السعوديه ، على التمهيد للتحرك الفعلي عبر مبادرات لا تظهر عليها السمة السياسيه .
وهذا هو الامر الذي دفع جامعة بير زيت الفلسطينيه للاعلان ، على صفحتها الرسمية بتاريخ ٢٩ /٥ /٢٠٢١ ، عن فوز مجموعة من المهندسين المعماريين الفلسطينيين ، الذين درسوا في هذه الجامعه ، بجائزة تسمى جائزة حيفا ، Phoenix Prize بالانجليزيه ( العنقاء ) ، والتي تقدمها منظمة فلسطينية غير حكومية ، مقرها القدس المحتله واسمها : iDAR ، متخصصة في هندسة العماره .
علماً ان مجموعة المهندسين ، التي فازت بالجائزه تقديراً لمشروعها لاعادة بناء ميناء بيروت ، كانت واخدةً من بين ثلاثة عشر مجموعة من : الولايات المتحده / روسيا / بولندا / فلسطين / ايطاليا / السعوديه / هولندا / الصين / البحرين / البرتغال / لبنان / حسب موقع عربي بوست ، بتاريخ ١/٧/٢٠٢١ .
٥) مع العلم ان منظمة iDAR ، المقدسية الغير حكوميه ، هي منظمة انشأت عام ٢٠١٢ ، من قبل مجموعه من طلاب الدكتوراه في كلية : Welsh للعماره ، وهي احدى كليات جامعة كارديف Welsh School of Architecture/ University of Cardiff ، في المملكة المتحده ، حسب موقع هذه المنظمه نفسه .
٦) والغريب في الموضوع ان احداً ، في الصحافة او وسائل التواصل الاجتماعي ، لم يتطرق الى المشروع ، الذي قدمه هؤلاء المهندسون الشبان الفلسطينيون ، الا بتاريخ ١/٧/٢٠٢١ ، عندما نقل موقع عربي بوست عن موقع المونيتور الاميركي Al-monitor ، خبراً عن تقدم هؤلاء الشبان بمشروعهم ، على الرغم من انهم كانوا قد حصلوا على الجائزه بتاريخ ٢٩/٥/٢٠٢١ حسب ما ورد على موقع جامعة بير زيت الرسمي .
٧) بعد ذلك تزايد الاهتمام الاعلامي بهذا الموضوع وبهؤلاء الشبان الفلسطينيون ، حيث نشرت محطة سكاي نيوز عربية ، بتاريخ ٤/٧/٢٠٢١ ، عن مشروع اعادة اعمار ميناء بيروت هذا وعن فوز المجموعه الفلسطينيه بالمرتبه الاولى وبالتالي بجائزة حيفا …. ثم قامت محطة روسيا اليوم بنشر نفس الخبر على ، على موقعها الالكتروني ، بتاريخ ٥/٧/٢٠٢١ .
٨) اما الاكثر غرابة ، ودائماً حسب المصدر الامني الاوروبي ، هو قيام موقع : I 24 news الاسرائيلي بنشر تصريح لوزير الحرب الاسرائيلي ، الجنرال بني غانتس ، بتاريخ ٤/٧/٢٠٢١ ،قال فيه ان اسرائيل مستعدة للعمل لدى الجهات الدوليه لمساعدة لبنان للخروج من ازمته .
هذا التصريح الذي بدا كما يقول المصدر وكأنه “أمر عمليات” لوزير الخارجيه القطري للانطلاق في مهمته ، التي كلف بها من قبل التحالف الدولي الآنف الذكر، في لبنان ، حيث وصل الى بيروت يوم ٦/٧/٢٠٢١ ، في زيارة استغرقت ساعات قليله ، ولَم يرشح اي شيء عن محتوى اجتماعاته مع المسؤلين اللبنانيين ، خلالها .
طبعاً عدا المساعدة الزهيدة للجيش اللبناني والتي استهجنها غالبية اللبنانيين، والتي قد تكون لغرض ذر الرماد في العيون لبعض الوقت ..!
ثمة امر مريب يعد للبنان قد يحمل أبعاداً اخرى اوسع مما حمله المبعوث القطري،علينا الانتظار بعض الوقت حتى تتكشف ابعاد ذلك في المستقبل القريب.
بعدنا طيبين قولوا الله