–د.مصطفى بيرم
–اولاً:”خرج الإستعمار الفرنسي ( الغربي عموماً ثم الأمريكي تحكّماً )، وترك خلفه نظاماً طائفياً مع تسيّد لطائفة بعينها على من سواها ( كان بشكل أو بآخر منذ العثمانيين )، مما سمح بوجود ثقب أسود يسمح لكل أنواع التدخلات غرباً ( غالباً ) وشرقاً ( أحياناً )، عبر اللعب على التناقضات الطائفية”..
–ثانيا:”خلّف الإستعمار نخبة تعيش الولاء له في لا وعيها، وتتماهى معه بالكلية وتؤدي له طقوس الولاء، وتحيا حالة من الإغتراب الكامل وشيء من العقد النفسية المعقدة ( نقص تجاه الغرب وإستعلاء تجاه غيرها في الوطن )..هذه النخبة تعرف في
#علم_السياسة بجماعة #رأس_الجسر الذي يعبر من خلاله المشغّل الخارجي إلى الداخل الوطني”..
–ثالثاً:”جماعة رأس الجسر هذه ( وإن كانت مركزة في الغالب بلون واحد أو لونين مع فارق النسبة، إلا أنه كانت لها أجنحة وتوابع في مختلف الطوائف)”، أعطيت الإمتيازات التالية:
–أ:تقاسم الريع وإدارته وتوزيعه بما يضمن تسيّدها الدائم..مما خلق ولاءات كاملة لها وحالة من #الزبائنية على حساب حالة #المواطنة للدولة ومؤسساتها.
–ب:نشر ثقافة الجسر والترانزيت على مستوى التجارة والإقتصاد بل وحتى على مستوى الثقافة وبرزت حالة #الوكالات_الحصرية و إحتكار التعليم النخبوي لضمان توزيع متخرّجيه على مؤسسات الدولة في وجهيها المدني والعسكري (رؤساء ووزراء ونواب وضباط وقضاة ومديرين عامين وحاكم لرأس المال متحكم بكل شيء وسواهم)، فنشأت الكارتيلات المستأثرة بغالبية الريع والخدمات والمواد والإحتياجات، (إسمنت + نفط + كهرباء + ودواء، وهنا الكارثة إذ لا يوجد في العالم مثل هذا الإحتكار الدوائي)، وبسبب هذه القوة الممتدة في كل مظاهر الدولة، نشأت #الدولة_العميقة..فتماهوا بها فصاروا:”
هم الدولة والدولة هم..وأشركوا معهم رجال دين متنوعين للحصول على الغطاء عند الحاجة للخطوط الحمراء الدفاعية”..
–ج:ظهرت بذلك الطبقية الواسعة و حالات من #الإزدهار_البؤري في مناطف محددة على حساب غالبية المناطق، لا سيما بالأطراف (عكار والجنوب والبقاع)، كما وظهرت أحزمة البؤس في الضواحي، وأصبح معبر المواطن إلى الدولة يمر حصراً بممثل نخبة رأس الجسر في الدولة العميقة، (رئيس / بيك / إقطاعي / مسؤول أو ما شابه)، لكي يكون الولاء له إذ هو ”بياكل وبطعميك”، طبعاً على قدر حاجة ضمان الولاء والصوت الإنتخابي والدفاع عنه بالدم إذا إضطر الأمر، إذ أن مصلحة التابع مرتبطة عضويا به”..
