سلام فلسطيني بمستوى خضوع القيادة
د. فايز أبو شمالة
المقترحات السياسية والاقتصادية التي تسعى قيادة السلطة الفلسطينية إلى تحقيقها خلال فترة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.، لا تتنافى كثيراً مع الواقع، وتحاكي طموح القيادة، وتنسجم والرؤية السياسية والاقتصادية العامة لقيادة منظمة التحرير.
لقد نشرت صحيفة هآرتس جملة من المقترحات، أو الطموحات التي تشغل بال القيادة الفلسطينية، وقدمتها على هيئة مطالب إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، على أمل تحقيقها، أو تحقيق جزء منها، يسمح للقيادة الفلسطينية بأن تقدم نفسها للشعب الفلسطيني كقيادة فاعلة، ومتحركة، ومؤثرة، وقادرة على تحقيق الإنجازات الكبرى.
وبالتدقيق في المقترحات المقدمة من القيادة الفلسطينية نجد أنها تصب بمعظمها في خانة المساعدات الإنسانية والاقتصادية، وبعض الإصلاحات السياسية، التي لا تغضب إسرائيل، ولا تبتعد عن اتفاق المبادئ الموقع في أوسلو قبل 28 عاماً، وهي مقترحات تتقرب بها القيادة الفلسطينية من الإدارة الأمريكية، وتظهر استعداد القيادة للتساوق مع كل مقترح أمريكي، لا يغضب إسرائيل، ولا يصطدم مع أطماع المستوطنين، وأمنهم المقدس.
المقترحات تنسجم مع رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة، والتي تهدف إلى تحقيق الهدوء من خلال تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وعدم الاصطدام بالأطماع الإسرائيلية.
أولاً: مقترحات اقتصادية تقدمت بها السلطة:
1ـ زيادة تصاريح العمل في إسرائيل، وهذا البند يشير إلى القناعة بعدم الفكاك من إسرائيل، والارتباط الاقتصادي الفلسطيني بالمصالح الإسرائيلية
2ـ إصدار تصاريح زيارات سياحية للمناطق الفلسطينية، وهذا بند يؤكد على التبعية.
3ـ العمل على إنشاء مشاريع سياحية بما فيها منطقة البحر الميت، وهذا بند يسهم في خلق فئة من الانتهازيين، وأصحاب المصالح.
4ـ السماح للسلطة باستيراد الوقود مباشرة من الأردن عبر خط أنابيب مباشر وتجهيز البنية التحتية اللازمة لذلك، والبند يهدف إلى توفير الملايين لخزينة السلطة.
5ـ العمل على تحسين قدرة السلطة الفلسطينية على تصدير المنتجات، وإقامة منطقة تجارة حرة في المناطق، وهذا البند، مرتبط بما سبق
6ـ الحصول على تصاريح بناء لمحطات الطاقة ومشاريع الطاقة الخضراء، وهذا المقترح يؤكد على التسليم بأن إسرائيل هي صاحبة القرار على الأرض بلا منازع، حالياً وفي المستقبل.
ثانياً: مقترحات إنسانية تقدمت بها السلطة
1ـ السماح بجمع شمل العائلات.
2ـ تنظيم البناء في التجمعات الفلسطينية بسبب النمو السكاني الطبيعي.
3ـ وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين ما قبل اتفاق أوسلو.
4ـ إعادة جثامين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في ظروف مختلفة.
5ـ نقل أطقم فلسطينية للعمل على المعبر الدولي عند جسر اللنبي.
المقترحات السابقة فيها استسلام بالكامل للإرادة الإسرائيلية، وبسيادتها المطلقة على الأرض.
ثالثاً: مقترحات شبه سياسية، أو حياتيه تقدمت بها السلطة:
1ـ العودة إلى الأوضاع السابقة في المسجد الأقصى.
2ـ إعادة فتح المؤسسات الفلسطينية التي أغلقتها إسرائيل في شرقي القدس.
3ـ تجميد البناء في المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية.
4ـ تجديد سلطة الشرطة الفلسطينية من خلال تجديد التصريح لضباط الشرطة بحمل الأسلحة التي أخذت منهم في السنوات الأخيرة.
5ـ إنشاء مطار دولي في الضفة الغربية،
6ـ. تجميد البناء في المستوطنات وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية.
ما سبق من مقترحات لا يرقى إلى مستوى حذاء المشروع الوطني الذي تحدثوا عنه على مدار خمسين عاماً، فالشعب الفلسطيني أمام مقترحات مهينة، وساحقة لتطلعاته، ولكنها تمثل أسمى مطالب السلطة الفلسطينية للسنوات الأربع القادمة، وهذه المطالب خاضعة للنقاش والتفاوض والأخذ والعطاء، فقد تستجيب إسرائيل لبعضها، وقد ترفض البعض الآخر، لتكون النتيجة النهائية تآكل المشروع الوطني الذي أكل أعمار مئات آلاف الشباب بين شهيد وجريح وأسير، ليبق الأمر بين يدي الشعب الفلسطيني، وتنظيماته، وقواه السياسية، فإما استمرار الهدوء، والانكفاء والخنوع، أو الغضب الشعبي، والتمرد والسطوع.