المنظومة الحاكمة تركته يموّل نفسه: الجيش يقتحم ميدان السياحة
منصة خاصة
يمكن التسجّيل لخوض التجربة على منصة google docs (الرابط)، التي يمكن من خلالها تقديم الطلبات والتفاصيل المتعلقة بالرحلة: عدد الأشخاص، موقع الإقلاع (رياق أو عمشيت)، أسماء الأشخاص الراغبين بالمشاركة في الجولة الواحدة والهوية الكاملة لهم والمعلومات المتلعّقة بإقامتهم وطولهم ووزنهم. ولا يستوجب ملء الاستمارات سوى دقائق مع تحميل نسخة إلكترونية لصورة عن الهوية أو الباسبور أو رخصة القيادة أو أي بطاقة تعريفية رسمية.
ليس بهدف التمويل
وفي هذا الإطار، تشير مصادر عسكرية لـ”المدن” إلى أنّ الهدف الفعلي من هذه الخطوة “هو تعزيز السياحة في لبنان”. وتضيف أن “لعناصر القوات الجوية عدد ساعات معيّنة يجب أن يؤدوها، فينسجم ذلك مع تقديمات هذه الخدمة السياحية”، مؤكدةً في الوقت نفسه على أنّ “الهدف ليس تمويل المؤسسة العسكرية”. ولو أنّ المؤسسة العسكرية، كما سائر المؤسسات الأمنية والمدنية في الدولة اللبنانية، تعاني من أزمات جمّة نتيجة الأزمة السياسية والمالية التي أوصلت السلطة السياسية البلاد إليها.
دعم الجيش
وفي السياق نفسه، تستمرّ محاولات دعم الجيش والمؤسسات الأمنية الأخرى من خلال الدعوة لعقد مؤتمرات دولية أو لدول صديقة للبنان من جهة، ومن خلال اتصالات بعض المسؤولين اللبنانيين بنظراء عرب أو غربيين بهدف تأمين بعض المستلزمات الأساسية وتمكين هذه المؤسسات من القيام بواجباتها تجاه اللبنانيين. فالسلطة السياسية، مسؤولة أولاً وأخيراً عن كل هذه الأوضاع المأسوية. في حين قد تكون مؤسسة الجيش اللبناني آخر المؤسسات الوطنية التي قد تترجم الوحدة وقيام الدولة والقانون.
مشروع “لبنان من فوق”، قبله وبعده، لا يلغي مسؤولية المنظومة الحاكمة عن الدرك الأسفل الذي وصلنا إليه. وكلام رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، يوم أمس خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لا يلغي واقع الأمور. قال دياب أمس إنّ “العسكري في الجيش أو غيره من المؤسسات الأمنية، يحاول ضبط تحرّكات محتجين على أوضاع يعاني العسكري منها أساساً”. اللحوم اختفت من وجبات العسكريين منذ عام تقريباً (حزيران 2020)، رواتب الجنود باتت تعادل أقل من 100 دولار شهرياً، آليات القوى الأمنية معطّلة ولا قدرة على صيانتها، والأخرى الصالحة للسير تعاني من شحّ المحروقات.
السلطة السياسية، قلبها على المؤسسات الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن. والمقصود بذلك قمع الناس المحتجّين في الشوارع على إخفاقاتها وفشلها. وفي المنظومة الحاكمة ثمة من لا يريد بناء مؤسسة عسكرية قادرة على حماية البلد ومواطنيه، وضبط حدوده والسيطرة عليها. ثمة من يريد الجيش مؤسسة عسكرية بشعار “شرف، تضحية ووفاء للسياحة والسفر”. فالمؤسسة العسكرية من آخر المؤسسات القائمة في الجمهورية اللبنانية، ومن لا يؤمن بهذه الجمهورية لن يسعى إلى تقويتها ولا بسط سيطرتها الشرعية. سيفضّل قيادة الميليشيات على الشرعية.