تحقيقات - ملفات

حرب نفوذ في لبـنان… وفرنسا لم تُخرج مصطفى أديـب من حساباتها

محمد علوش-الديار

تنعكس حالة الفشل القائمة على المستوى السياسي على واقع المعالجات التي تقوم بها الجهات المعنية، لا سيما حكومة تصريف الأعمال، فرئيسها حسان دياب أعاد، قبل أيام، الآلية نفسها التي تم التعامل معها مع أزمة إرتفاع أسعار صرف الدولار قبل أشهر، لناحية تحميل التطبيقات المسؤولية والإعلان عن المعالجة الأمنية، التي أثبتت، طوال الفترة الماضية، عدم جديتها.

الأمر نفسه تكرر، يوم أمس، في التعامل مع عمليات قطع الطرق الناجمة عن التدهور الحاصل في الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، حيث عقد إجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، ليس الأول من نوعه ولن يكون الأخير، ومن غير المرجح أن يقود الى معالجة المشاكل التي ستظهر بعد وقت قصير.

ترى مصادر نيابية في فريق 8 آذار أن هذا الواقع يعكس حال التخبط الذي تعاني منه الدولة وقوى السلطة، فهي لا تملك وسائل الإستمرار وإيجاد الحلول، لذلك تهرب الى الأمام، مرّة عبر اختيار الطريق الاسهل، وهو الصرف من أموال الإحتياطي الإلزامي، ومرّة عبر الطريق الأصعب وهو رفع الدعم، وتحميل المواطنين كل التبعات المالية، ومرة عبر إطلاق الوعود الكاذبة، كالبطاقة التمويلية.

وتشير المصادر الى أن الدولة تحاول التمسّك بأي خشبة تلتقيها، وتعتبرها خشبة خلاص تمد في عمرها خلال الفراغ، وهذا ما حصل مع زيارة الوفد الروسي الى بيروت، حيث حاول البعض تصويره كإنجاز وكحل موعود، مع العلم أن هذه القوى نفسها تعلم أن النفوذ الروسي في لبنان يُحارب من قبل الفرنسيين والأميركيين.

وفي هذا السياق تُشير المصادرالى أن العرض الروسي سيتعرّض الى حرب شعواء، خاصة بعد التنسيق الكامل بين الفرنسيين والأميركيين بشأن الملف اللبناني، والإتفاق الذي تم بينهما على صعيد وزراء الخارجية في البلدين، بشأن استراتيجية العمل على الساحة اللبنانية، وبعد ان سيطرت روسيا على الساحل السوري، تسعى فرنسا لامتلاك النفوذ على الساحل اللبناني.

«حرب نفوذ سيشهدها المسرح اللبناني، بظل اختلاف مستجد بالتوجهات السياسية للقوى الدولية»، تقول المصادر، التي تكشف أن الفرنسيين يزدادون قناعة بأن الحل قد لا يتحقق سوى بتشكيل حكومة انتخابات، تترأسها شخصية غير مرشحة وبعيدة عن الساحة السياسية الداخلية اللبنانية، وهناك في الإدارة الفرنسية من لم يقطع الامل بعد بترؤس مثل هكذا حكومة من قبل السفير مصطفى أديب، ويعتبرون أن مصطفى أديب لا يزال الخيار الأفضل لهذه المهمة، دون أن يعني ذلك محاربتهم لأي تقدم يحصل على صعيد تشكيل حكومة برئاسة الحريري، وفق المبادرة الفرنسية، وهو ما لم يحصل خلال الساعات الماضية، إذ لا تزال العقد على حالها، خاصة تلك المتعلقة بالأزمة الشخصية الموجودة بين جبران باسيل وسعد الحريري.

تؤكد المصادر النيابية في فريق 8 آذار أن مفتاح معالجة اغلب الأزمات لن يكون إلا بالإنتهاء من حالة الفراغ القائمة على مستوى السلطة التنفيذية، أي عبر تشكيل حكومة تبحث جدياً عما يمكن القيام به من خطوات تكون كفيلة في إستعادة الثقتين المحلية والدولية، مشيرة إلى أن كل ما عدا ذلك هو استمرار للنزيف الذي يعرض الجسم اللبناني لخطر الموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى