الحدث

شرارة الانفجار الاجتماعي تلوح في طرابلس..

دموع الأسمر-الديار

اقفال المحلات والمؤسسات والوضع الى تأزم
قفز سعر الدولار ولامس عتبة الثمانية عشر الف ليرة، والى مزيد من الارتفاع حسب توقعات الصيارفة..

هذا الارتفاع الجنوني أشعل غضب المواطنين وكافة الاوساط الطرابلسية، وانعكست سلبا على دورة الحياة التجارية الاقتصادية المعيشية في مدينة طرابلس التي تبدو لمن يزورها انها مدينة تختنق وتقهر وتعيش ضغطا اقتصاديا غير مسبوق، حين هدمت كل الحواجز بين الطبقات الاجتماعية فيها، ولم تبق عائلة الا ولامست نيران الدولار الملتهبة لقمة عيشهم وفق تعبير كثير من هذه العائلات التي اعترفت ان الاستمرار على هذا الوضع يقارب الاستحالة خاصة وان الدولة بمختلف اداراتها الحكومية وبمسؤوليها السياسيين ملتهون بمشاكلهم وخلافاتهم وبشد الحبال فيما بينهم، في حين ان لعبة الدولار تأكل الاخضر واليابس..

خلت يوم امس شوارع طرابلس من حركة السيارات والمارة، واقفلت محلات الصيرفة والمؤسسات التجارية والمحلات والمطاعم والمقاهي، وجالت مجموعات من الشباب في شوارع طرابلس انطلاقا من ساحة النور ومن ساحة التل، وعمدوا على اقفال ما تبقى من المصارف ومحلات الصيرفة والمؤسسات التجارية والمقاهي، وتجاوب اصحاب محلات شارع عزمي وشارع نديم الجسر والتل وشارع قاديشا والضم والفرز، مع مطلب الاغلاق التام، خاصة ان اصحاب محلات الالبسة اعلنوا ان حركة البيع باتت معدومة لديهم واغلب المحلات باتوا امام خطر الافلاس والاقفال جراء لعبة الدولار الخطيرة التي وصفها احدهم بانها لعبة خارجية تستهدف تجويع الناس وتركيعهم لفرض التطبيع مع العدو الصهيوني، والوصول الى مفهوم ان السلام مع العدو هو المدخل لرفع سيف الجوع والفقر والقهر عن الناس.

ما شهدته نهار امس السبت طرابلس في شوارعها يمكن وصفه بالهستيريا جراء ارتفاع سعر صرف الدولار، واعتبرته الاوساط المحلية انها مؤامرة الطبقة السياسية الملتهية ضد الشعب اللبناني، وان طرابلس دخلت مرحلة المجاعة مع ملامح انفجار اجتماعي خطير، لا سيما ان محلات بيع المواد الغذائية والاستهلاكية عمدت على تسعيرة جديدة على اساس ان الدولار متجه لمزيد من الارتفاع وصولا الى عشرين الف ليرة.. بينما محلات سوبرماركت اخرى فضلت الاقفال بعد عجزها عن بيع موادها في ظل ارتفاع الدولار..

ولفت الانظار الحملة التي شنها الغاضبون على محلات الحلوى التي كانت لا تزال تعمل فعمدوا الى اقفالها بالقوة مع مشاغبات نتيجة غضب الشبان الذين اعلنوا ان الفقر والجوع تسلل الى منازل العائلات في التبانة والاسواق الداخلية والقبة والاحياء الشعبية كافة…

مشاهد الشوارع والساحات في طرابلس كانت الاشارة لبدء انتفاضة او انفجار كبير يترافق مع حملة شعواء غاضبة انصبت على قيادات طرابلس ونوابها وحملوهم مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع المأساوية التي تسود البلاد عامة وتأثرت بها طرابلس كونها المدينة الافقر على البحر المتوسط..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى