حزب الله يتحرّك على ثلاثة خطوط.. وتقدّم «حذر» في التأليف
علي ضاحي- الديار
ساهم تعاطي «الثنائي الشيعي» الهادىء مع دعوة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الى التدخل حكومياً بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري «ضمناً»، عندما قال انه: «يرضى بما يرضى به السيد»، في ضخ امل جديد لإعادة التواصل الحكومي من حيث انتهى.
وتؤكد اوساط واسعة الإطلاع في تحالف «حركة أمل» وحزب الله، ان بعد المؤتمر الصحافي للنائب باسيل مباشرة، تحرك حزب الله في اتجاه عين التينة، وجرى تواصل للتشاور وللتهدئة وإنتظار التوضيحات اللازمة من باسيل نفسه وعن خلفيات هذه الدعوة لنصرالله، وبناء على هذا التواصل، تم الاتفاق على التهدئة والتعاطي الهادىء، من قبل حزب الله ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اوعز الى نوابه ومسؤوليه وكل قيادات «حركة امل» بالتزام الصمت وعدم التعليق بتاتاً على دعوة باسيل.
واشارت الاوساط الى انه وبعد سحب اي تداول في مبادرة باسيل من الاعلام، تواصل حزب الله عبر مسؤول التنسيق والارتباط الحاج وفيق صفا مع باسيل في اليومين الماضيين و(ليس الاحد او الاثنين كما تردد)، وجرى البحث في خلفيات مواقف باسيل الاخيرة وحقيقة ما قصده، من تفويض السيد نصرالله، فأكد باسيل ان دعوته لا تهدف الى الشقاق الشيعي، او الى زرع الخلاف بين بري ونصرالله، واشار الى انه يؤيد مبادرة بري، وان هدفه هو دفعها قدماً للبحث عن حلول، وانه جاهز لطروحات جديدة ومتقدمة في ملف الحكومة.
وتشير الاوساط الى ان اللقاء تطرق الى ملف الحكومة، وجرى التوافق على مخرج لتسمية الوزيرين المسيحيين المستقلين ولحقائب غير اساسية، على ان يتولى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اقتراح الاسماء على الرئيس المكلف سعد الحريري والذي يختار من الاسماء المقترحة، بينما تؤول وزارة الداخلية الى الرئيس عون، والذي يُسمي من يشغلها، وان لا تكون الشخصية مستفزة للحريري. وهذه النقطة كان اتفق عليها الثنائي الحريري – عون قبل الاشتباك بين عين التينة وبعبدا.
وعن اعطاء ثقة تكتل عون وباسيل النيابي لحكومة الحريري، تقول الاوساط ان باسيل بقي متمسكاً بأن الثقة تمنح بناء على تشكيلة الحكومة وبيانها الوزاري وخلال جلسة مناقشة الثقة، الا ان الحريري رفض اقتراحات باسيل وطلب تعهد من باسيل بإعطاء الثقة للحكومة قبل الجلسة وليس خلالها، وتؤكد الاوساط ان هذه الاقتراحات حملها ايضاً حزب الله، وفي لقاء جمع حزب الله بالحريري بعد لقاء باسيل، وتم مناقشة فيه ما طرح مع باسيل وخصوصاً ملف الثقة، وتقول ان الحريري متمسك بتعهد من باسيل بإعطاء الثقة وليس اقل من ذلك.
وتشير الاوساط الى ان حزب الله قابل بايجابية طروحات باسيل الاحد الماضي بعد سماعه منه حقيقة مقاصده، وان خلفياته ايجابية وليست سلبية، كما تعاطى بايجابية مع قبوله والحريري بمخرج تسمية الوزيرين المسيحيين، وبذلك تحل نصف العقد ونصف الطريق الى التأليف اصبحت سالكة، وتلفت الى ان حزب الله والحريري ينتظران في الساعات المقبلة، جواب باسيل على الطلب بتعهده بإعطاء الثقة بعد دراسته وتشاوره مع عون وتكتله، وهو امر ممكن وليس مستحيلاً، ويمكن حله اذا توافرت النية لحل المشكلة.
وتكرر الاوساط مقولة ان الامور بخواتيمها والتفاؤل موجود حالياً وهو اكبر من التشاؤم، والساعات والايام المقبلة ستكشف مآل الامور.