«فورين بوليسي»: قوى إقليمية تتحضر لسد الفراغ الأميركي في أفغانستان
اللواء
من المتوقع أن يخلق الانسحاب الأميركي من أفغانستان فراغا في السلطة، تتنافس القوى الإقليمية على ملئه، ما يُنذر بظهور صراعات جيوسياسية جديدة في البلاد، وفقا لمجلة ” فورين بوليسي ” الأميركية.
وبحسب المجلة، فإن الساحة الأفغانية باتت تشهد تنافسا محتدما بين كل من إيران والصين والهند وباكستان وروسيا، لتعزيز نفوذها في البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية منها.
وقالت المجلة إن الدول آنفة الذكر تعمل على “إطلاق مسرحيات سلطة دبلوماسية هادئة موجهة نحو الحكومة الأفغانية وطالبان على حد سواء”.
ولفتت المجلة إلى اجتماع جمع ما بين وزراء خارجية الصين وباكستان وأفغانستان، هذا الشهر، كان هدفه مناقشة مستقبل أفغانستان.
وبحسب “فورين بوليسي”، فقد قامت الصين بمحاولات لتعزيز نفوذها في آسيا الوسطى، وتوسيع استثماراتها في أفغانستان، التي تنظر إليها كورقة رابحة في مشروعها “الحزام والطريق”.
وفي الأثناء، باتت الهند تتراجع عن سياستها القديمة والتي تنص على عدم التعامل مع طالبان، وبدأت محادثات دبلوماسية مع الجماعة المسلحة في قطر، وفقا لصحيفة ” تايمز أوف إنديا “.
وبحسب “فورين بوليسي”، فهناك محللون يحذرون من أن المعارك الدبلوماسية بالوكالة قد تساهم بالمزيد من زعزعة الاستقرار، في هذا البلد المضطرب أصلا، ما سينتهي بتمكين طالبان لفرض سيطرتها بشكل أكبر.
وكانت صحيفة ” وول ستريت جورنال ” قد أشارت إلى تقديرات استخباراتية أميركية، قالت إن الحكومة الأفغانية قد تسقط في يد طالبان خلال ستة أشهر.
ويتوقع محللون آخرون أن تشهد أفغانستان حربا أهلية طويلة الأمد، فيما لو لم تتمكن طالبان من السيطرة على السلطة في البلاد.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أعلن، في أبريل الماضي، سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001.
ومنذ الإعلان عن قرار بايدن، سحبت الولايات المتحدة 796 حمولة من طائرة الشحن C-17 من المواد والعتاد.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في آخر تحديثاتها حول العملية أنها حولت نحو 15 ألف قطعة من العتاد إلى الإتلاف، كما سلمت رسميا ست منشآت للجيش الأفغاني.