جريمة قتل المصرفي أنطوان داغر إلى الواجهة: “خافوه فقتلوه؟”
ترجمة “لبنان 24”
عام مرّ على مقتل أنطوان داغر، مدير الأخلاقيات وإدارة مخاطر الاحتيال لمجموعة بنك “بيبلوس”. صباح الخميس في 4 حزيران 2020، عثرت زوجة داغر، وهو أب لولديْن، عليه مصاباً بخمس طعنات بجوار سيارته بالقرب من منزلهما في الحازمية. في تقرير لها، فتحت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية ملف جريمة داغر التي “ترخي بثقلها على القطاع المصرفي اللبناني”، مسلطةً الضوء على حالة القلق التي تعتري موظفي القطاع.
وتنقل الصحيفة عن تقرير أمني تناول مقتل داغر أنّ المحققين قالوا إنّ شيئاً لم يُسرق من ممتلكات المصرفي المخضرم، وتضيف: “ولم يحددوا دوافع (للجريمة) ولم يتهموا أحداً (بارتكابها)”، علماً أنّ 20 عاماً قد مضى على عمل داغر في المصرف آنذاك. وتعلّق الصحيفة: “نظراً إلى عدم توافر إجابات واضحة، توصل عدد كبير من المصرفيين إلى ما يعتبرونه خلاصة حتمية: أسباب مقتله (داغر) مرتبطة بعمله”.
وإذ تلفت الصحيفة إلى تعرّض المحتجين للمصارف وسط الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، تنقل عن زميل سابق لداغر قوله: “كان الأمر مرعباً وصادماً”. ويضيف: “ما زلنا لا نفهم شيئاً”. وفي هذا الإطار، تتناول الصحيفة طبيعة عمل داغر قبل توليه إدارة قسم الأخلاقيات وإدارة مخاطر الاحتيال، موضحةً أنّ مهامه انطوت حول ضمان امتثال المصرف للقوانين المحلية والعالمية المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وهنا، تنقل “فايننشال تايمز” عن أحد العاملين السابقين في هذا المجال قوله: “(في لبنان) ضمان الامتثال عمل محفوف بالمخاطر، إذا كنت تقوم به وفقاً للأصول”.
وفي إشارة إلى انهيار القطاع المصرفي الذي قيّد قدرة أصحاب الودائع على الوصول إلى أموالهم ومدخراتهم، يقول مصرفي بارز للصحيفة: “هذا ليس عمل مصرفي طبيعي”. ويتابع: “نتعامل مع أزمة ومع حالة من الجنون”.
وفي تعليق على لجوء المودعين إلى أساليب “غير تقليدية” للحصول على أموالهم المحتجزة في المصارف، يقول مصرفي يتعامل مباشرةً معهم: “نشعر بالخوف، فنحن نعيش في بلد لا يسوده الأمن، يمكنهم أن يقتلونا”.
توازياً، تلفت الصحيفة إلى أنّ شح الدولار سهّل على المجرمين عملية غسل الأموال عبر المصارف المتعطشة للدولار، إذ تنقل عن مصرفي متخصص في مجال الامتثال للقوانين المحلية والعالمية المتعلقة بغسيل الأموال وتمويل الإرهاب قوله: “من الصعب جداً ترصد (الأموال) والتحقق من مصدرها الحقيقي”. ويضيف المصرفي أنّه منذ بداية الأزمة “لم يعد الامتثال الأولوية القصوى، بل البقاء على قيد الحياة”.
في ختام التقرير، تنقل الصحيفة عن 4 مصرفيين عملوا مع داغر قولهم إنّه كان يُعرف بلياقته واجتهاده، ويقول زميل سابق لداغر: “لو كان باستطاعته رؤية ما يجري حالياً (في القطاع المصرفي)، أنا متأكد من أنّه كان ليستقيل”. أمّا نجل داغر، إيلي، فيقول: “لم ندرك يوماً خطورة عمله”.