ٍَالرئيسية

معركة القرار

بسام أبو زيد-نداء الوطن

وحّد الصراع على تشكيل الحكومة العتيدة القوى الإسلامية سنية وشيعية، ولا بد أن يصطف إلى جانبهم الحزب “التقدمي الإشتراكي” الذي يمثل غالبية القوى السياسية الدرزية لا سيما وأن رئيس الحزب وليد جنبلاط كان عراب حكومة الـ 24 وزيراً، وأول من بشّر الرئيس المكلف سعد الحريري بضرورة القبول بها.

توحدت القوى الإسلامية إذاً في وجه فريق مسيحي ممثل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر”، ولكنه وللأسف، فريق مسيحي لا يحظى بتأييد الفرقاء المسيحيين الآخرين كـ”القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” و”المردة”، لأن هؤلاء وبدل أن يكونوا الرافعة لهذا العهد أصبحوا من ألد خصومه بسبب ممارسات وتحالفات حاكها فريق رئاسة الجمهورية ضدهم وبالتعاون مع بعض حلفائه المفترضين، فكانت النتيجة أن خسر هذا الفريق الحلفاء وفرّط في كسب الأعداء.

وفي خضم كل هذه المعركة كان عنوان حقوق المسيحيين يتقدم عند كل استحقاق كوسيلة لإستثارة الحمية المسيحية في وجه الطغيان الإسلامي الذي يجري الحديث عنه، ولكن هذا العنوان تحول إلى مادة للتعطيل والاستفزاز نتيجة أخطاء تكتيكية في الطرح قادت المسيحيين الممثلين في السلطة إلى تعنت لم يسبق له مثيل، فجوبهوا بتعنت إسلامي مماثل ما ساهم في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية.

هذا التدهور أصاب في شكل مباشر ومدمر العديد من القطاعات وأبرزها القطاع المصرفي، قطاع الإستشفاء، قطاع التعليم وقطاع السياحة وهي في مجملها قطاعات يسيطر عليها المسيحيون، فلم تقتصر أضرارهم على السياسة فقط بل طالت مصالحهم واستثماراتهم وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من الكفر بهذا الوطن وتركه إلى بلاد الله الواسعة، حيث فرص الاستقرار والاستثمار موجودة رغم صعوبة البدء من الصفر.

معركة المسيحيين في لبنان ليست معركة حق من هنا وحق من هناك، هي معركة وجود وهوية لا تقف عند منصب او وزارة أو مقعد نيابي، هي معركة قرار في أن نكون لبنانيين بالهوية والفعل والتفكير وهذا هو السبيل الوحيد لرد الآخرين إلى لبنانيتهم بدل أخذنا إلى هويات أخرى لا تشبهنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى