تحقيقات - ملفات

تركيا تعتدي على سيادة العراق، والحكومة تتفرج

تشن القوات العسكرية التركية منذ مدة، هجوما بريا وجويا على شمال العراق، لملاحقة المقاتلين التابعين لحزب العمال الكردستاني (Pkk)، في عملية أطلق عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اسم “مخلب البرق”. وتأتي هذه العملية بعد فشل عملية سابقة تم تنفيذها في شباط الماضي، والتي أدت لمقتل 12 جنديا تركيا، ما أدى لسخط داخلي وتوجيه اللوم للجيش ولأردوغان على سوء التخطيط والتنفيذ.

ويستهدف هذا الهجوم، منطقتي “أفاشين” و”ميتينا” التين تقعا في شمال العراق على الحدود مع تركيا. حيث تتميز هذه المناطق بطبيعتها الجبلية، التي تحتوي على مغاور وأنفاق. ما جعل القوات التركية تركز بالقصف عليها بالمقاتلات الحربية، ودعم هذه العمليات بالإنزالات البرية.

ضحايا في مخيم “مخمور”

كما تشارك الطائرات بدون طيار في هذه العملية، حيث قصفت إحدى الطائرات السبت، مخيم “مخمور” الذي يأوي لاجئين أكراد من تركيا، وأوقعت فيهم 5 ضحايا.

وقد أنشأ هذا المخيم هيئة الأمم المتحدة، في نهاية التسعينيات لاستضافة اللاجئين أكراد القادمين من تركيا. وتتهم سلطات أنقرة حزب العمال الكردستاني باستمرار، بأنه يسيطر على هذا المخيم الواقع على مسافة 144 كيلومتر عن الحدود التركية.

وكان أردوغان قد شبّه وقت سابق هذا المخيم، بجبال قنديل الواقعة في شمال شرق كردستان العراق على الحدود مع إيران، والتي تعتبر أكبر قاعدة لحزب العمال، الذي يخوض منذ عام 1984 صراعاً مسلحاً مع الدولة التركية.

الحكومة العراقية صامتة!!

وتعتبر تركيا أن الحكومة العراقية لا تحرك ساكنا تجاه نشاط الحزب، لذلك فأنه ليس لديها خيار آخر سوى شنّ هذه العمليات داخل الأراضي العراقية.

بينما تستنكر القوى السياسية العراقية، صمت الحكومة وإدارة الإقليم حول هذه القضية. كما أنهم ينتقدوا موقف الأحزاب السنية، التي لم تستنكر هذا الهجوم. وينطلق موقف هذه القوى من أن الحكومة ملزمة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، لإيقاف هذه الخروقات التركية على الأراضي العراقية. خصوصاً وأن القصف يستهدف مناطق بعيدة جداً على الحدود ولا تشكل أي خطر على تركيا.

كما أن الاعتداءات التركية تمادت لتصبح تجريف للأراضي وتقطيع الأشجار، في هدف قد يكون للتمهيد ببناء قواعد عسكرية لها هناك. بالإضافة إلى أن الأتراك يقومون بنقل أطنان الأخشاب المقطوعة إلى أراضيهم، بواسطة الشاحنات الضخمة.


15 ألف جندي تركي

هذا وقد كشف الاتحاد الوطني الكردستاني، عن وجود ما بين 10 إلى 15 ألف جندي تركي موجود على الأراضي العراقية. محذرا من ان اردوغان مستمر في عملياته العسكرية بذرائع عدة، لأن لديه هدف أساسي وهو السيطرة على الموصل. فمنذ وصوله إلى سدة الحكم، يعمد أردوغان إلى الترويج لما يسمى بإعادة مناطق السلطنة العثمانية، التي سلبتها منهم اتفاقيات الاستسلام لأوروبا، عقب الحرب العالمية الأولى.
 

المصدر : الخنادق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى