حزب الله يتدخّل… فهل تبصر الحكومة النور؟!
ايناس كريمة-لبنان24
اخذت المبادرة الحكومية دفعاً إضافياً في الساعات الماضية من خلال اتصالات مكثّفة جرت بين القوى السياسية المعنية بملفّ التشكيل، وعاد التركيز مجدداً ليطال العقدة أساس العرقلة والمتمثلة بالوزيرين المسيحيين في ظل رفض طرفي النزاع التنازل عن مطالبهما في هذا الشأن. لذلك فإن محور التواصل كان دائراً حول كيفية الوصول الى صيغة مشتركة تساهم في حلّ هذه العقدة وترضي الطرفين.
بذل “حزب الله” جهوداً في الساعات الفائتة من خلال تفعيل محرّكاته باتجاه “المونة” على بعض القوى السياسية بهدف الاسراع في إنجاز الملف الحكومي والتخلص من العراقيل التي تواجه مسار التشكيل، حتى أن تعاطيه مع التيار “الوطني الحر” بدا مختلفاً، إذ باشر بالدخول في التفاصيل والاقتراحات المرتبطة بالأسماء وعمل على نقلها الى الرئيس المُكلف سعد الحريري عبر “حركة امل” في مساعي لإيجاد مدخلٍ يوفّق بين الخصمين الحكوميين. فهل ينجح في ذلك وتبصر الحكومة النور؟
يبدو أن “حزب الله” وللمرة الاولى منذ فترة طويلة بدأ يستشعر الضغط الناتج عن الأزمة المعيشية، لذلك فهو يكرّس اليوم كل امكانياته السياسية والاعلامية في سبيل الوصول الى تشكيل الحكومة، لكن الازمة لا تزال عالقة عند عقدة الوزيرين المسيحيين بالرغم من أن الحريري أبدى تجاوباً لجهة تنازله عن تسمية أحدهما والإبقاء على شرط تسمية واحد فقط، لكن إصرار رئيس التيار “الوطني الحر” على الاثنين معاً أعاق عجلة المفاوضات.
ووفق مصادر سياسية متابعة، فإن ثمة ملامح للحلحلة بدأت تظهر على أداء بعض الافرقاء نتيجة للضغط الايجابي الذي يمارسه الحزب. هذه الليونة تظهّرت من خلال موافقة النائب جبران باسيل على أن يسمّي الرئيس سعد الحريري عددا من الشخصيات المسيحية ويتشارك مع رئيس الجمهورية وباسيل في اختيار اثنين منهم.
لكن الازمة في هذا الاقتراح تكمن في أن الحريري لا يزال حتى اليوم، رغم موافقته على طرح اختيار عدد من الاسماء ومشاركة عون في انتقاء اسمين، يرفض ان يكون باسيل طرفاً في عملية الاختيار، اذ ان الحريري يرى بأنه مُلزم بالتواصل والتباحث مع رئيس الجمهورية فقط دون سواه، ذلك لأن باسيل أعلن امتناعه عن ان يكون جزءاً من الحكومة المُقبلة ولكنه لا يزال حتى اللحظة يفاوض ويفرض من تحت الطاولة.