الحريري يعدّ تركيبة جديدة
الكلمة أون لاين
هي ايام حاسمة على ما يبدو، تمر بها عملية تشكيل الحكومة. ففي غضون ساعات، وقبل انقضاء الاسبوع الجاري كحدّ أقصى، سيتبيّن على الارجح، الخيط الابيض من الاسود، ويُفترض ان ترسو وساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري على برّ، إما نجاحا او فشلا.
فبحسب ما تكشف مصادر سياسية مقربة من بيت الوسط لـ”المركزية”، يعد الرئيس المكلف سعد الحريري في الكواليس، تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين من دون ثلث معطل لاي مكون، وسيوزع حقائبها وفق المعيار الطائفي والمناطقي لمراعاتهما كما يجب، انطلاقا مما ينص عليه الدستور. ومتى انتهى من تركيب هذا البازل، في مهلة لن تكون طويلة، فإنه سيحمل الصيغة الجديدة الى بعبدا ويقدّمها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
ووفق المصادر، فإن الحكومة في نسختها الحديثة، تتلاقى وبنود مبادرة الرئيس بري وتنسجم مع ما اتفق عليه الاخير والحريري. فاذا وافق عليها الرئيس عون، انتهت ازمة التشكيل التي جرجرت شهورا بتداعياتها الكارثية. اما اذا رفضها مجددا وتمسّك رئيسُ التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بتسمية الوزيرين المسيحيين وحرّم على الحريري ان يشارك في اختيارهما- علما ان صلاحيته كرئيس مكلّف تقول بأن يكون له الحق الحصري باختيار الوزراء على ان يتناقش لاحقا فيهم مع رئيس الجمهورية- يكون الفريق الرئاسي قد رفض مبادرة بري المدعومة فرنسيا واميركيا ومصريا وروسيا، وقضى عليها نهائيا بعد ان شارفت على الموت الاسبوع الماضي الا ان بري اصر على إحيائها من جديد، ويكون الحريري برّأ ذمته ورمى كرة العرقلة في ملعب بعبدا، اذ انه تعاون مع مبادرة بري وبادر نحو القصر، لكن الاخير لم يتجاوب.
وعندها، تتابع مصادر بيت الوسط، سينتقل الحريري الى تموضع جديد والى وضعية سياسية أخرى، وامامه ٣ احتمالات سيختار من بينها:
إما يضع صيغة اخرى ثالثة، وفق شروط عون وباسيل ويتخلّى عن حقه في اختيار كل الوزراء، الامر الذي سيعطي ثلثا معطّلا للعهد، على الارجح… او يعتذر ويترك الاخير “يقلّع شوكو بإيدو”. واخيرا، قد يقرر الاستمرار في “حبس” ورقة التكليف في يده، لارباك العهد وإزعاجه.
في الموازاة، تشير مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية ” الى ان لقاء سيحصل اليوم مبدئيا بين باسيل ومعاونَي الرئيس بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، علي حسن خليل وحسين الخليل، سيضعان خلاله رئيسَ لبنان القوي في صورة توجّه الحريري، سيما لناحية الوزيرين المسيحيين. اي ان الفريق الرئاسي سيعرف مسبقا على الارجح، وقبل توجّه الحريري الى القصر، ما يحمله الرجل في جعبته، وسيحضّر تاليا، سلفا، جوابَه وموقفه من التركيبة المستحدثة.. فهل “سيطرّيها” الجانبان المتنازعان رحمة بالبلاد والعباد، ام سيبقيان على تصلبهما؟
الجواب لن يتأخر، كما ان كلمة نصرالله عصرا، قد تحمل مؤشرات الى اتجاه الرياح التشكيلية.. لننتظر ونر، تختم المصادر.