العالم..في إطار شاشة
–ملاك درويش
–وكالة نيوز
سنة ونصف تقريباً والجميع يحارب على طريقته، من نمط حياة إجتماعية إلى عزلة، من مدرسة وجامعة إلى إطار شاشة، من مكان عمل إلى حاسوب منزلي، من تسوق واقعي إلى تسوق إفتراضي..والكثير من المن والمن!
المنزل الذي كنا نعود إلى أدراجه لنستريح، بات مكانا مليئاً بالضغوطات الدراسية والعملية والنفسية..لا شيء يوصّف الواقع الذي نحن فيه، بتنا في دوامة من الأحداث التي تدور يوميّاً في فضاء إلكتروني كنا سابقاً نستخدمه ولكن بشكل هامشي!
خلافاً عن وقتنا الحالي، حيث بات جزءا لا يتجزأ من يومياتنا التي سُجنت داخل شاشة هشّة خاضعة لخوارزميات عديدة تراها تتبدل باستمرار لترضي المستخدم، ولكن يبقى الشعور بالتيه والحنين يرافق المستخدم حتى ولو بلغ التطور أَوُجَّه (أقوى مراحله)..الحنين للصفوف للجامعية بكل تفاصيلها، الحنين لشرح المدرس الذي كان يُفهَم بطريقة بسيطة وسلسلة، خلافاً عن تعقيد التعليم عن بعد والشربكات التي يتعرض لها الطالب يومياً عند تلقي المعلومات، وفي قبال ذلك ما يعانيه من ضعف في الإمكانيات، ناهيك عن الضغوط النفسية التي يمر فيها الطالب يومياً والكثير من المشاكل التي فرضت نفسها في ظل هذه الجائحة اللعينة.. فعلاً نعتّها باللعينة، لأنها أحلت اللعنة على كل شيء، على الحياة على العلم على الحياة الإجتماعية على النظام الإقتصادي وعلى العالم أجمع..كم هو مجحف بحق الإنسان أن يصارع حتى في ممارسته لأبسط حقوقه.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن في ظل موجة اللقاحات الغامضة والسريعة والحديث عن العودة الآمنة إلى جزء من الحياة، هل سيترك هذا الوقت غير المألوف الذي اعتدناه ومازلنا نصارع لنعتاده تأثيراته على شخصياتنا في مختلف الجوانب؟ وكيف ستكون التحولات في الخصائص الديمغرافية الجديدة بعد هذا الغزو الفيروسي للعالم؟