يا عزيزي كلنا لصوص
كلمة باتت تكرر وتنتشر بشكل ملفت بين المصطفين بطوابير امام محطات الوقود ، ” خليها تصير ١٥٠ الف التنكة ويصير البنزين متوفر احسن من هالنطرة ”
استسلام المواطن اللبناني اصبح حل وهروب لاي مشكلة تواجهه؟ هل ذلك يأس واحباط بالتأكيد لا ،، لان اللبناني لم يخض يوماً معارك جدية او حقيقية للدفاع او للحصول على حقوقه ،
هو باحسن الأحوال يتذمر ويعترض بالكلام واذا أراد التصعيد يقوم بنشر تغريدة اعتراضية ويكمل حياته كأن شيء لم يكن ..
منطق الاستسلام لا يصح على اللبناني لانه لم يدخل بحرباً اجتماعية او اقتصادية مع دولته بل هو شريكاً مباشراً وغير مباشراً بأسباب ونتائج ما وصل اليه ، الأصح هو انه يرضخ لمنطق التسليم بأي شيء يأتي عليه ولو كان لقمة عيشه ورغيف خبزه ، دائما ما يسعى ويعمل على ايجاد البديل لاي نقص في حياته المعيشية، بيتكر حلول سريعة وان مكلفة للنتائج ولا يفكر لبرهة بالبحث عن الاسباب ومعالجتها او حتى نقضها ..
لا يدرك هذا المواطن الواقف امام طابور الوقود او الزيت والغذاء والدواء حجم الكارثة التي حلت به ، لا تعنيه الاسباب او لا يرغب بمعرفتها كي لا يكتشف مدى دوره بالجريمة ،
يهرب من طابور الى اخر كمن يفر من الإدانة والاتهام والحكم المبرم الموثق بالأدلة والبراهين ، وكيف لا وهو بوقوفه امام الطوابير يمعن بجرمه ومشاركته المباشرة والواضحة بالجريمة ..
هذا او ذاك وحتى ذلك الذي يقبل بان يصل سعر صفيحة البنزين الى١٥٠ الف ليرة لكي يتخلص من عبىء الانتظار بالطابور ، بأن ذلك ربما يقيه او يعفيه من الانتظار امام محطة الوقود ، يغفل او يتغافل بانه سيكون على موعد مع الوقوف على عشرات الطوابير التي ستنتج عن التخلص من طابور الوقود .. ولعل افضل توصيف لحال اللبناني مع دولته واصحاب الاحتكار والتجار هي عبارة “يا عزيزي كلنا لصوص ”
عباس المعلم / كاتب سياسي