المقال الثاني من “جمعيات المجتمع المدني، الـ NGO’s، مشبوهة التمويل .. الدور الخطر”
د.علي رباح
عطفاً على المقال السابق والذي تحدثت فيه عن مخاطر جمعيات الـ “NGO’s”، وطلباً للإحاطة بالموضوع ما امكن، نضع بين أيديكم تتمة المعطيات التي تبيّن الدور الخطِر لهذه المنظمات غير الحكومية، مع التأكيد على أننا نتكلم عن المنظمات مشبوهة التمويل، والتي أنشئت لأهداف كولونيالية استباحية، تفتح للقوى الامنية والعسكرية التابعة للعم سام وملحقاته، ثغرة في جدار المجتمع، فيسهل السيطرة عليه، بعد ان قامت هذه الجمعيات بالتلاعب بالعقول والمشاعر، وتدجينها وتوجيهها في الاتجاه المطلوب، في مشهد يُشبه القطيع الفرح بالحرية، على يد الذئاب المتمدنة، الذين فكوا اسره من الراعي واخذوه ليعيش تمرده بين الوحوش الضارية، ولكنه سرعان ما سيكون وجبات على طاولاتهم الكبيرة، فيأكلونه مع نخب انتصار احتيالهم على غباء القطيع … ونلفت عنايتكم الى اننا لا نريد لمجتمعنا أن يكون قطيعاً بالاصل، بل مجتمعاً واعياً، مدركاً، قوياً، منتجاً للفكر والعمل ..
اذن نستكمل ما يفعله هؤلاء الضباع:
1ـ التصويب على المجتمع والحركات التحررية الموجودة فيه، من خلال التركيز على نقاط الضعف، وهي موجودة في كل المجتمعات، فمثلاً: ان كان هناك من اطلاق نار في الحفلات والاعراس، فتراهم يناقشون في برامجهم ودوراتهم وورشهم ولقاءاتهم، أن سبب هذه الظاهرة هو وجود سلاح خارج اطار الدولة ويقصدون المقا و مة، علماً أن في الولايات المتحدة الاميركية 300.000.000 قطعة سلاح بين ايدي افراد المجتمع الاميركي، وتُقدر اعداد ضحايا هذا السلاح ب 1000 شهرياً (راجع كتاب ميشال فلوكيه، Triste Amerique)، ولكن تُصم أذانهم هنا على القاعدة الأبو نايفية (راجع مسلسل الخربة السوري).
2ـ استهداف المرأة بمبدأ جميل كمصطلح، خطير في التطبيق، وهو مبدأ المساواة، فكل ما يفعله الرجل يجب ان تفعله المرأة، بدءاً من اللباس الى النمط الحياتي الى السلوك الى العمل، ونحن نرفض هذا المبدأ بحكم الاختلاف بين الجنسين، فيزيولوجياً وسيكولوجياً ولجهة الدور المناط بكل منهما، ونقول ان مبدأ العدل هو الاساس هنا، فيُعطى لكل منهما حقه الذي يتلاءم مع ما ذُكر، فلا الشمس ينبغي ان تُدرك القمر ..
3ـ الشباب .. الشباب .. تعمل هذه المنظمات على تخريب داخلهم، اراء فاسدة بلبوس ملون ومزركش، نمط حياة تحرري ولكن ليس في مواجهة القهر والظلم، بل في مواجهة منظومة الاخلاق الدينية والمجتمعية والانسانية، عبر التركيز على عواطفهم ومشاعرهم وميولهم، واستقطابهم من خلال الانشطة والحفلات المختلطة دون حدود ودون قيود، وفهمكم كفاية، مع الاشارة الى انهم يرفعون شعارات الحداثة والتمدن وهم حقيقة يرجعون بنا الى العصر الخشبي، فقيمة الانسان في عقله وقدرة هذا العقل على بلورة السلوك وليس في اللباس والتعري ورفض المبادئ دون تمحيص ونظر. وأخطر ما يمكن ان يفعلوه بهؤلاء الشباب ايصال الامر بهم الى اللاأدرية، والالحاد، والعبثية، ومن هنا تُسلب قوتهم ويضيعون في متاهات رسموها لهم.
والسلام