روبرت فورد : الأسد هزمنا لقاءات سورية ــ تركية من دون <بركة»
رضوان الذيب-الديار
يعترف السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد بفشل الديبلوماسية الأميركية في سوريا، واكبر دليل على ذلك « اجراء الانتخابات الرئاسية و تصويت الرئيس بشار الأسد في دوما، وهذان الحدثان لهما دلالات غير خافية على احد»، موضحا ان ذلك يعد فشلا للديبلوَسية الأميركية التي راهنت على نقل سوريا لمرحلة جديدة بعيدا عن حكم عائلة الأسد، عبر مسار جنيف السياسي الَمترهل وباشراف الامم المتحدة من ٧ سنوات ودون اي نتيجة « وأضاف فورد « ان اجراء الانتخابات يؤكد على غياب اي نفوذ لواشنطن، والا، لم يكن الأسد يستطيع تنظيم مثل هذه الحملة بدعم جيشه والاجهزة الامنية «، وختم فورد بالتأكيد ان» الدول العظمى وفي مقدمها أميركا لا تستطيع إزالة هذا الشخص «.
ومن المعروف، وخصوصا للذين عايشوا بداية الحرب العالمية على سوريا، ان فورد وضع المداميك الاولى لمرحلة الخراب في آذار ٢٠١١ عبر إشرافه المباشر على التحركات الاولى في درعا وحضور المنتديات ومشاركته بتظاهرات حلب وتأمين الحماية للإرهابيين داخل السفارة وخارجها وتنظيم تنقلاتهم وتمويلهم وتحريضهم، وإعداد الخطط «للمقاتلين من أجل الحرية» كما كان يصف الإرهابيين ويطلق عليهم هذه التسمية عند حديثه عن حرب سوريا.
وحسب مصادر سياسية ، فإن بداية الأحداث على سوريا طبع العالم بمرحلة من الفوضى، وإجراء الانتخابات الرئاسية وانتخاب الأسد واستعادة الدولة لحضورها الداخلي والاقليمي يمثل نهاية مرحلة الفوضى، وبداية مرحلة َمختلفة جذريا على العالم باكمله، لأن من «يحكم سوريا يحكم العالم» ، فسوريا قديما وحديثا هي «طرق الحرائر» لكل الدول وتختزن اكبر الموارد الطبيعية في العالم، ولذلك تعرضت دمشق لسيل جارف من المؤامرات والحروب «شو استشهد أبطال تيحموا أبوابا لحد هذا اليوم» (من يوسف العظمة) ، والسؤال، هل كانت روسيا بهذا الحجم العالمي في الادوار قبل انخراطها في الدفاع عن سوريا؟ ومع حميميم سيعيد بوتين «وهرة» الاتحاد السوفياتي ونفوذه حيث طبّق معادلة أبرز قياصرة روسيا كاترين الثانية ومقولتها «سوريا مفتاح بيتي والمفتاح لايجب ان يغادر العبّ «.
وتضيف المصادر السياسية ، كل هذه التحولات الكبرى، الفضل الاول فيها وقبل روسيا وإيران وحزب الله وكل الأصدقاء يعود لصلابة الرئيس بشار الاسد وصحة خياراته وقوة جيشه والتفاف شعبه حول خياراته ، فالرئيس الأسد صانع الانتصار، وعندما كان العالم يحاصر قصر المهاجرين في دمشق ، وضعت على طاولة الأسد مئات النصائح المفخخة والعروض العربية والدولية بضرورة مغادرة دمشق وحفظ عائلته والمقربين منه في إحدى الدول العربية، وإحد هذه العروض حمله الأخضر الإبراهيمي الذي قال للرئيس الأسد « اسمع صوت الرصاص قريبا من هنا، ووقفت على الشرفة قبل اللقاء، ورأيت المسلحين بإعداد كبيرة، فالأفضل يا سيادة الرئيس اخذ هذه التطورات بعين الاعتبار ونقل عائلتك إلى دولة عربية.» فورا وقف الأسد مخاطبا الإبراهيمي «انتهت الَمقابلة» ، هذا هو بشار الأسد.
وتتابع المصادر السياسية بالتأكيد ، الجميع يحاولون العودة إلى سوريا الآن، وتكشف المصادر عن سلسلة لقاءات سورية- تركية عقدت مؤخرا من دون «بركة» حتى الآن ، لكنها كسرت الجليد وشكلت «نافذة ضوء شحيحة» ، وهذه الاتصالات قد تستأنف قريبا برعاية أصدقاء الطرفين، وان كان الوقت ما زال مبكرا للحديث عن نتائج في ظل احتلال تركيا لشمال سوريا والشرط السوري للاتراك «الانسحاب اولا» .
ومن المعلوم، تضيف المصادر،ان دولا عديدة ومن الذين ناصبوا العداء لسوريا يقفون بالصف على ابوابها حاليا ، رغم انه من غير المفهوم حتى الآن التردد في الموقف المصري نتيجة حسابات السيسي، رغم ان الخطر الإرهابي ما زال جاثما على صدور المصريين، كما ان الخجل الأردني غير مفهوم أيضا ، فيما جرأة ولي العهد السعودي كانت واضحة بالانفتاح واعادة العلاقات قريبا ، وكان لافتا ان قناة «الحدث» السعودية نقلت خطاب الأسد مباشرة بعد انتخابه، وقالت لرياض حجاب : «خلصت خلصت قصتنا وكانت قصة بشعة كتير، باي – باي- باي- باي يا بشعين .. و تعيشوا وتاكلوا غيرها».
وتختم المصادر بالتأكيد على ان مرحلة إعادة بناء الدولة بدأت، مع وجود تصور متكامل لمرحلة الأعمار لن يكون فيها الا أصدقاء سوريا والذين صَمدوا معها، فاين مصلحة لبنان في ان يكون آخر الواصلين إلى دمشق؟