سلبيّة حكومية تنتظر حسم الخيارات!
جويل بو يونس-الديار
الحريري لم يتجاوب… وبري يحتفظ بـ«الخرطوشة» الاخيرة!
هل يستبق باسيل «قنبلة» الحريري اذا فشلت المساعي ؟
هو اسبوع الحسم الحكومي بامتياز، فاما تأخذ الامور منحى ايجابيا فيتصاعد الدخان الابيض الحكومي بعد طول انتظار بحكومة يترأسها سعد الحريري، واما تصطدم الوساطات والاتصالات بدخان اسود يقضي على ما تبقى من آمال بحكومة قريبة.
فبعدما كان حكي عن مهلة 48 طلبها الاثنين الماضي الثنائي الشيعي من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للحصول على اجوبة من الرئيس المكلف ، انقضت مهلة الـ 48 ساعة ومعها 48 ساعة اضافية اخرى، بلا جواب بانتظار عودة الحريري الى بيروت.
وفيما بدأ التداول بمعلومات عن احتجازه في الامارات، دحض الرئيس المكلف الشائعات بتغريدة مُصبّحاً اللبنانيين بالقول: «يسعد صباحكم بالخير كيفكن اليوم» منهيا الجدل حول ما جرى تداوله من توقيفه في الامارت.
حسم الحريري امره لناحية حرية تحركه، لكنه لم يحسم بعد امره حكوميا، اذ تفيد مصادر مطلعة على جوه بانه سيكون خلال ساعات في بيروت بعدما كان انتقل من الامارات الى باريس، وتكشف المصادر نفسها عن ان اي تواصل جدي لم يكن قد حصل معه الا منذ ال48 ساعة الماضية، وهو ينتظر نتيجة اتصالات الساعات المقبلة، لافتة الى ان خياراته متعددة.
وتعلق المصادر على ما حكي عن تشكيلتين قدمهما رئيس الجمهورية للبطريرك الراعي فرفضهما الحريري، بالقول: فريق رئيس الجمهورية يمتهن التعطيل كلما اقتربنا من الحل.
اما على خط بعبدا، فتؤكد مصادر مطلعة على جوها ان الرئيس ميشال عون لا يزال يترقب وينتظر ما ستثمر عنه مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو يعطي مهلة لهذه الاتصالات.
اما عن الخيارات التي يمكن ان يتخذها الرئيس عون في حال فشلت كل المساعي لولادة حكومية قريبة ، فاكدت المصادر ان لدى بعبدا خيارات عديدة لن تفصح عنها الا في حينه، علما ان اي خيار لم يحسم بعد.
وفي هذا السياق، اكدت مصادر خاصة ان التعويل راهنا هو على التواصل المرتقب حصوله بين بري والحريري عبر لقاء، كاشفة ان ما قدمه الرئيس عون للبطريرك الراعي، وقيل انهما تشكيلتان وزاريتان، غير صحيح، موضحة انها مجرد طروحات مع منهجية ومسلكية وآلية لكيفية ان تكون الحكومة من حيث تم ادراج فيها خانة للوزراء والطوائف والجهات التي ستسمي من دون ذكر اي اسم، وبالتالي، تشير المصادر، الى ان ما قدم هو خطوط عريضة كتصور لآلية يمكن البحث فيها وعلى قاعدة «اخد وعطا» ، تسهيلا لان يكون هناك شيء جاهز للنقاش.
اما عن توقيت ارسالها، فكشفت المصادر انها قدمت للبطريراك عشية الجلسة النيابية لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية بعدما كان غبطته قد طلب وضع افكار للنقاش في اطار الوساطة التي كان يقوم بها، وبناء عليها جرى تواصل بين بكركي وبيت الوسط، وتمّ ايفاد الوزير السابق غطاس خوري، الا ان ما كان ينتظره البطريرك من جواب ايجابي من الحريري لم يحصل عليه، وهذا ما يفسر بحسب المصادر انزعاج البطريرك من الرئيس المكلف، وهو عبّر عن ذلك في كلامه الاخير، لا سيما عند حديثه عن تقديره لموقف السفير مصطفى اديب عندما استقال بعدما عجز عن التأليف خلال شهر.
وتكشف المصادر ان الورقتين اللتين تسلّمهما البطريرك من رئيس الجمهورية حول منهجية التوزيع والتقسيم بلا اسماء، سلّمت نسخة عنهما لرئيس المجلس خلال جلسة الاونيسكو عبر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
اما على خط عين التينة ، فالمعني الاول بالمبادرة التي قد تكون الاخيرة المتبقية، فتفيد مصادر مطلعة على جوّ بري انه ينتظر عودة الحريري من باريس للتواصل مباشرة معه، كاشفة انه يحتفظ لنفسه «بالخرطوشة الاخيرة»للتدخل بين عون والحريري لرأب الصدع بينهما.
وبانتظار ما قد تسفر عنه مساعي بري ؛ افادت معلومات خاصة بان الجو الحكومي حتى اللحظة سلبي جدا، وكل ما يحكى عن بوادر ايجابية غير صحيح، وهنا كشفت اوساط بارزة مطلعة على كواليس المفاوضات الحكومية ان الحريري لم يتجاوب مع مبادرة بري بالذهاب لحل وسطي لمسألة الوزيرين المسيحيين على قاعدة :»لا عون يسمي ولا الحريري يسمي» وهو كان في كل مرة يطلب يوما اضافيا للرد، لكن من دون جواب حتى الساعة!
وعليه تختم الاوساط البارزة، بانه في حال لم يستجد اي امر تسهيلي مفاجىء من الحريري بالساعات المقبلة، فالامور ذاهبة لمنحى سلبي، والخيارات كلها مفتوحة، فاذا كانت الورقة الاخيرة هي الاعتذار فالحريري لن يفعلها الا بقنبلة من العيار الثقيل كاعلان اعتذار مع استقالة من مجلس النواب، فيسبق بذلك التيار الوطني الحر الذي كان هدد بالاستقالة، اما في حال استمر الجمود ولم يقدم الحريري على الاعتذار فعندئذ سيفعلها التيار. والسؤال : من سيسبق من؟ الحكومة… او اعتذار الحريري مع استقالة برلمانية زرقاء او استقالة برتقالية؟ على اي حال ، فالاكيد ان الانهيار التام هو الذي سيسبق عندئذ الجميع!