الحدث

مخاوف من جولة جديدة من “حرب الصلاحيات” تطيح جهود تشكيل الحكومة


خاص “لبنان 24”

لم يكن عفويا ما حصل ليل امس من تسريب لخبر “موثق بالصور” مفاده ان رئيس الجمهورية ارسل الى البطريرك الماروني “تشكيلتين لحكومتين وزع خلالهما الحقائب على الأحزاب، ويحصل في كل منها على حصة من ثمانية وزراء، الأولى أبقى فيها وزارة الطاقة والمياه لفريقه السياسي، والثانية تنازل فيها عن الطاقة وأخذ مكانها وزارة الاتصالات”.

فهذا التسريب ذكّر بـ “حرب التشكيلات الحكومية المضادة” التي اندلعت في اعقاب آخر زيارة للرئيس المكلف الى قصر بعبدا، وذكّر ايضا بالتسريب الذي افشل التحضيرات الفرنسية لجمع الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل في فرنسا.

من هذا المنطلق تبدي اوساط مطلعة خشيتها من ان يكون التسريب مقدمة لجولة جديدة من ” حرب الصلاحيات” بين عون والحريري تطيح بجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل الحكومة، علما انه حدّد أسبوعين كمهلة حاسمة لبلوغ الحل ، والا يصبح بعدها الوصول الى حلول صعب ومعقد اكثر.

وهذه المخاوف من تجدد حرب الصلاحيات كان “لبنان 24″ اول من اشار اليها امس ، بعد اطلاعه على ما قيل انهما ” تشكيلتان حكوميتان عونيتان”.

ولعل بقاء الرئيس الحريري خارج لبنان، رغم المعلومات انه سيعود اليوم، مؤشر اضافي ان الامور غير ناضجة بعد للحل، علما انه كان اكد في كلمته امام مجلس النواب انه ليس بصدد تقديم اي صيغة حكومية جديدة.

وتقول مصادر معنية “ان فريق رئيس الجمهورية ينتظر من ثنائي حركة أمل وحزب الله موقفاً من الحريري إذا تهرّب من مسؤولية تأليف الحكومة بذرائع جديدة، بعدما تمّ توفير ما يكفي من عناصر لحل العقد القائمة”.

ويقول مصدر مقرّب من رئيس الجمهورية ان “الرئيس عون بانتظار الحريري لتقديم تشكيلة كاملة للبناء على الشيء مقتضاه، لأنه لم يعد بإمكان الرئيس المكلف الاستمرار بالجمود الحاصل، فالمدة الزمنية أمامه ليست مفتوحة”.

وحذر المصدر من أنه “في حال وصلنا إلى نتيجة بأن هدف الحريري المماطلة والمناورة لاستنزاف العهد وتعطيله وإفشاله لضرب التيار وإضعافه في الانتخابات النيابية المقبلة، فلن نقبل بإلغاء دورنا وموقعنا السياسي، وبالتالي سنلجأ إلى الاستقالة من المجلس النيابي وإجراء انتخابات نيابية جديدة تفرز واقعاً سياسياً جديداً”.

اما أوساط المستقبل فافادت “ان الحريري سيعود الى بيروت ويقوم بالخطوات المناسبة وهو مستعدّ للنقاش والتشاور ومنفتح على أي مقترح يتوافق مع المواصفات التي حددها الرئيس المكلف وفق المبادرة الفرنسية وهي حكومة اختصاصيين وبلا ثلث معطّل لأحد لأن تعطيل قرارات الحكومة يعني العودة الى المراحل السابقة وهو الأمر الذي لن يقبل به الحريري”.

 

اما مصادر أمل وحزب الله فتعتبر “ان مساعي الرئيس بري هي الفرصة الأخيرة ،وإلا فالأزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات “.

 

ويقول مرجع مطلع ” كل ما يجري محاولات لتمرير الوقت في انتظار ان تتضح صورك التطورات الاقليمية من دون التقليل من تأثير صراع الحريري – باسيل الشخصي ومحاولتهما شد العصب الطائفي في معركة التأليف، متناسين ان البلاد تغرق أكثر فأكثر بالفقر والأزمات المتلاحقة وبات السجال السياسي آخر هموم اللبنانيين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى