هل انحاز نصرالله الى عون او الحريري؟
علي منتش-لبنان24
بعكس ما يتوقع البعض، كانت كلمة الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لافتة في الشكل، بعيدا عن نقاش المضمون، فالرجل وضمن سياق السعي لاظهار الدعم الكامل لفلسطين، واعادة تذويب الخلافات السنية- الشيعية، وحّد عيد المقاومة والتحرير بعيد نصر غزة، واصر على الظهور ، وهو بحالة صحية سيئة “فقط من أجل فلسطين”. وهذا ليس دعسة ناقصة.
تحدث نصرالله عن غزة وفلسطين ككل، بوصفه المعني الاول، قيّم الموقف من جوانبه كافة، السياسية والعسكرية والاستراتيجية، ورفع مستوى ما تم تحقيقه ليكون اهم مما تحقق في حرب تموز ٢٠٠٦.
الاهم في كلام نصرالله، والذي اصر على الاشارة له بأنه الاهم، هو ان “محور المقاومة” يدرس جعل اي تهديد جدي للقدس يؤدي الى حرب اقليمية، وهذا يصب اولا في خانة السعي لاعادة تحويل الصراع من صراع سني -شيعي الى صراع مع اسرائيل، وثانيا الى ضرب اسس قيام دولة اسرائيل، اذ ان قيام اسرائيل عقائديا لا يمكن فصله عن القدس وتهويدها، كذلك لا يمكن عمليا وضع حد للاستيطان الاسرائيلي ، لان هذا الامر يضرب ايضا فكرة قيام هذه الدولة، من هنا كان رفع السقف في كلمة نصرالله في هذا التفصيل بالذات.
اعاد نصرالله تفعيل معادلة جنوب لبنان مضيفا اليها دم الشاب محمد طحان، ولعل اهمية التذكير بأن الرد قائم الآن تكمن في ان الانتخابات السورية تكاد تنتهي، والانتخابات الايرانية ستتبعها، في حين ان العودة للاتفاق النووي باتت قاب قوسين او ادنى، وتاليا فإن كل اسباب تأخر الرد ستتساقط في الاسابيع القليلة المقبلة.
اما في الملف اللبناني، فقد حاول نصرالله ان يكون حياديا في موقفه، لكنه في الواقع انحاز الى جانب الرئيس ميشال عون، فعلى الرغم من التفسيرات العونية لكلامه في ما يخص دور الرئيس نبيه بري، الا ان نصرالله طالب الرئيس سعد الحريري اولا بالاجتماع مع عون لساعات من اجل تشكيل الحكومة، ومرر رسالة ايجابية لعون مرتبطة بالصراع مع اسرائيل وترسيم الحدود.
اما في ما يخص دور بري، فلا يمكن ان يفهم الا من خلال توقيت طرحه، اذ يأتي طرح نصرالله بعد ايام قليلة من لقاء بري مع رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، وبعد انزعاج بري من تصعيد الحريري، وبعد اعلان اوساط قريبة من الرئيس عون استعداده للتنازل من اجل التشكيل…