دمشق لـ “حزب الله”: صار وقت الحكومة
“ليبانون ديبايت” – ميشال نصر
يؤكد الكثيرون من العالمين بسياسة الكواليس أن عاصفة الأونيسكو نفخت الروح في مبادرة عين التينة، نتيجة دخول إقليمي على الخط، قبل أن يدخل الشغور في السلطة التنفيذية حيّز التنفيذ حتى نهاية العهد، مع ما قد ينتج عن ذلك من تداعيات، أولها تفكّك العهد وانهياره، وسط شغب وانقسام مفتوحين على رحيل سيّده قبل نهاية الولاية، وفقاً لنائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علّوش.
فمع انتهاء الجلسة إلى ما انتهت إليه وأظهرته من زيادة التعقيدات الحكومية، وتعزيز مبدأ التعطيل، مع سقوط آخر الآمال بالتوافق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، باشر الفريق العوني هجوماً مركّزاً لإحراج الرئيس المكلّف تحت حجة “هذا ما يريده اللبنانيون”، مستنداً إلى كلام المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل من جهة، وعظة البطريرك الماروني بشارة الراعي من جهة ثانية، مغرقاً المشهد السياسي بكمّ من المعلومات التي أوحت بقرب زيارة الشيخ سعد إلى القصر الجمهوري في غضون أيام، حاملاً معه تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً، وفقاً لما نصّت عليه المبادرة الفرنسية. تشكيلة لن يتسامح معها رئيس الجمهورية أو يراهن على إسقاطها في البرلمان، حيث أظهرت المنازلة الأخيرة، جنرال بعبدا معزولاً وحيداً لا شريكاً أو حليفاً له.
عزّز هذا الجو، ما سُرّب عن لقاء ثلاثي سعودي – مصري – سوري، عقد في القاهرة الخميس الماضي، كُلّف بموجبه الموفد السوري بنقل رسالة واضحة إلى “حزب الله”، بضرورة فكّ أسر التشكيل، وهو ما حصل فعلاً، حيث عُلم أن اللواء علي المملوك، أبلغ المعنيين في حارة حريك بالمطلوب، “أملاً” بتجاوب “المقاومة” مع المساعي الجارية.
ولكن هل توحي مجريات جلسة تلاوة رسالة الرئيس عون بأن ثمة من أخذ بالنصيحة الثلاثية؟
في الشكل، من الواضح أن التشنّج الذي عكسته الكلمات التي أُلقيت وما حملته من رسائل، أوحى بأن لا حكومة إلى ما شاء الله. غير أن ما تحت الطاولة يختلف عما فوقها، مع كشف مصادر مطلعة، عن أن تأجيل المناقشة لـ 24 ساعة جاء لإعطاء الفرصة لإستيذ عين التينة لـ “شَدشَدة” مبادرته، بعد دخول الحزب على الخط مباشرة، والذي بدأ في اللقاءات المنفصلة مع الشيخ والصهر، والتي انتهت إلى إيجاد نقطة انطلاق مشتركة بين الطرفين، تحتاج لأيام لبلورة طرح متكامل، قد يسمح بخرق الجمود، وإلاّ عندها سيُبنى على الشيء مقتضاه.
وتتابع المصادر، بأنه في حال فشلت المبادرة الجديدة، فإن “الثنائي الشيعي” سيرفع غطاءه عن الرئيس المكلّف، ما سيضعه في موقف حرج وضعيف لن يسمح له بالإحتفاظ بورقة التكليف، خصوصاً أن اللقاء الثلاثي بحث في “الخطة ب” في حال الفشل، دون الدخول في الأسماء، مع حصر البحث في مواصفات البديل، كاشفةً أن كل ما سُرّب من أسماء لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.
هكذا، فإن حظوظ تأليف “حكومة مهمة” تسقط، لتبرز مكانها فكرة تشكيل حكومة إنتقالية تنظّم وتشرف على الإنتخابات النيابية التي ستجري بعد أقلّ من سنة. فسيناريو الحكومة الإنتقالية الإنتخابية يبقى أفضل من السيناريو الذي ألمح إليه نائب رئيس تيار “المستقبل”، ذلك أن مصطفى علّوش، الذي أعرب عن اعتقاده أن ولاية الرئيس عون لن تصل إلى نهايتها، متوقّعاً تفكّكاً وانهياراً للعهد وانقساماً وشغباً مفتوحاً.
“برمت برمتها، ورجعت حليمة لعادتها القديمة”…. بوكالة عربية أو دولية، لا فرق فالنتيجة واحدة.
يبقى أيها اللبناني “إذا بتحطّ عقلك براسك بتعرف خلاصك”، إنها نصيحة الشاطر حسن، في زمن احتفالات الإنتصار والتحرير.