مطالب الشعب قبل ٩٥ عاماً: ماذا تغيّر؟!
ذو الفقار قبيسي-اللواء
المطالب التي تطلقها الاحتجاجات العمالية والشعبية اليوم عن «لبنان ٦٠% منه فقير» وفي غلاء يستفحل وجوع يطرق الأبواب فيما مسؤول غائب يركض وراء الحصص والمراكز والرتب والمرتبات»، تدل على هو أكثر فداحة من قول المتنبي: «وحالات الزمان عليك شتى وحالك واحد في كل حال».
فالمطالب العمالية التي أطلقت قبل أكثر من ٩٥ عاما خلال المهرجان الشعبي الذي شهده لبنان أيام الانتداب الفرنسي في أول احتفال بعيد العمال أول أيار ١٩٢٥ في سينما كريستال وسط بيروت أطلقت خلاله شعارات «ضد الاعتساف اللاحق بالشعب اللبناني» ودعت الى «أن يكون نواب الشعب من طبقات الشعب» والى تحقيق مطالب منها:
١- ٨ ساعات عمل في اليوم وتنشيط الصناعة والزراعة واحياء المشاريع الانتاجية التي تضمن الأجر الكافي لمعيشة العامل.
2- تحريم تشغيل الأولاد الذين هم دون الرابعة عشرة.
٣- فرض ضريبة على الارث وضريبة على الثروة وخفض الضرائب عن عاتق الشعب.
٤- قتل جراثيم التعصب الديني والطائفي.
٥- تعزيز المدارس الوطتية وجعل التعليم الأولى اجباريا للبنين والبنات.
٦- تحرير المرأة ومساعدتها لنيل حقوقها.
٧- تنشيط الصلات مع اللبنانيين في بلاد الاغتراب.
٨- إجراء الانتخابات على أساس وطني ومقاطعة أي انتخابات على أساس القيد الطائفي.
وبقيت أكثر هذه المطالب دون تنفيذ رغم تظاهرات ضمّت الرجال والنساء والأطفال، تبعتها اجراءات معاكسة بزيادة الضرائب والقروض واهمال القطاعات المنتجة والاعتماد على اقتصاد الريع والخدمات.
واليوم أين هذه المطالب مما نشهده من أوضاع وصفها رئيس البلاد بـ «الجهنمية» وبعد حرب أهلية استمرت ١٧ عاما أوصلت الى سدة الحكم «أمراء حرب» في ميليشيات «كما في وصف طرفة بن العبد» أشدّ مضاضة على «ذوي القربى» من وقع الحسام الأجنبي»! في كوارث اليوم بمديونيات تتضخم وعجوزات تكبر وغلاء وعوز وفقر وبطالة تتعاظم، وودائع وامانات تهدر ونفايات تتراكم وكهرباء تقنن ومياه تقطع يصح فيها قول الشاعر العربي المبدع عبد الله النوري:
تعست هذه البلاد فما يسعد فيها إلا الجهول ويرتع
هي الدنيا في كل يوم ترينا من جديد الآلام ما هو أوجع