عون والحريري… أزمة حكومية ام أزمة وطن؟
ايناس كريمة -لبنان25
يسوّق بعض المقربين من القصر الجمهوري لفكرة تقول بأن الرئيس ميشال عون استطاع التقدّم سياسياً على الرئيس سعد الحريري، وأن التطورات المستجدّة في الداخل اللبناني والإقليم ربطاً بالملف الحكومي تسير لصالحه، وأن المبادرة باتت بشكل شبه كامل بيد “بعبدا”، والايام المُقبلة ستشهد إمّا تنازل الحريري أو اعتذاره.
جميع الأجواء العونية تبدو قائمة على جملة مؤشرات سياسية وصلت للتيار “الوطني الحر” توحي بأن ثمة ضغوطات اقليمية ستبرز في المرحلة القادمة لتكون كفيلة بإجبار الحريري على الاعتذار بالتوازي مع التقارب السعودي – السوري الذي قد يؤدي الى ولادة حكومة جديدة في لبنان يستطيع “العهد” من خلالها تمرير الأشهر المتبقية من ولايته بأقل الخسائر.
ولعلّ هذه الاصداء ستدفع الرئيس ميشال عون نحو التشبّث بمطالبه وإصراره على عدم تقديم أي تنازلات سياسية او حكومية للرئيس سعد الحريري، وذلك بعكس ما جرى الترويج له في مرحلة ماضية، اذ إن عون يعتبر أنّ اللعبة السياسية انتهت، وأن الحريري بات خارج السياق السياسي وغير قادر على التشكيل في المدى المنظور.
هذا الرهان قد لا يبدو رابحاً مئة في المئة، إذ إن التطورات السياسية في الاقليم، رغم تسارعها، قد لا تصل الى الملف اللبناني في القريب العاجل، وحلّ العقدة اللبنانية سيبقى في الجوارير الدولية ربما لأشهر، ما يعني ان خيار الضغط على الحريري او عدم التجاوب معه سيزيد من عمق الازمة ويحولها من ازمة حكومية الى أزمة وطن.
ووفق مصادر مطلعة، فإن الاستمرار في الفراغ الحكومي بات يشكّل خطراً كبيراً وتهديدا فعلياً على لبنان في ظل وصول الاحتياطي الالزامي الى السقف الادنى الذي يسمح لمصرف لبنان بالتصرف به، وبالتالي فإن رفع الدعم بات قاب قوسين او ادنى، اضف الى ذلك الفوضى الاجتماعية والتفلّت الأمني في لبنان والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ويترافق مع عدم قدرة الجهات المعنية على احتوائه.
في المحصلة، لا يبدو ان انتصار أي طرف على الاخر سوى هزيمة كبرى للبنانيين الذين يواجهون أسوأ ازمة اقتصادية ومالية ومعيشية في تاريخ وطنهم، وعليه فالرهان اليوم هو على لحظة وعي لدى جميع الاطراف من اجل حلّ الاشكاليات الداخلية وعدم الرهان على الخارج وتوقيته في ما يخص الساحة اللبنانية.