الحدث

«سيف القدس»: زمن جديد لفلسطين

الأخبار
مفاوضات إنهاء الجولة القتالية بين غزة والعدو الإسرائيلي لم تبدأ فعلياً إلّا منذ ثلاثة أيام، هي المدّة التي طلبها بنيامين نتنياهو من جو بايدن في اتصالهما الثالث، وكلّ ما كان قبلها لم يتعدّ المحاولات، ليخلص الحراك السياسي مساء أمس إلى ما يشبه الاتفاق، لكنه ليس على شاكلة اتفاقَي 2014 و2012 وغيرهما. إنه أشبه بتفاهمات كُتبت بالنار وبرؤوس الصواريخ، ولذلك هي قائمة على معادلة هشّة قد تسقط في أيّ لحظة، ما دام العدو لا ينوي التراجع عن نيّاته التوسّعية الاستيطانية. هو كان يعلم أنه خسر الجولة من البداية، لكنه لم يرغب في إعطاء المقاومة النصف الثاني من الانتصار. بدءاً من اليوم، ستبدأ محاولة مصرية ــ مسنودة أميركياً ــ لترسيم اتفاق سيحارِب فيه الجميع بالسياسة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو الذي سيجد نفسه أمام سيل من الأسئلة التي ستستدعي ربّما تشكيل “فينوغراد غزّاوية”. في المقابل، تقف المقاومة واثقة من خطواتها، فيما ينبئ لقاء دمشق اللافت، أمس، بأن تداعيات جولة “سيف القدس” ستتخطّى الميدان الفلسطيني، لتطال محور المقاومة برمّته، تعزيزاً لوحدة أطرافه وترابط ساحاته.
هذا في ما خصّ القتال العسكري المباشر، أمّا في ما يعني الضفة والـ 48 والقدس، فهو شأن آخر، لكنه يبقى شأن المقاومة التي أكدت أنها شدّدت على المصريين والأمم المتحدة وكلّ الأطراف التي تواصلت معها أنها لن ترخي يدها عن الزناد لحظة واحدة، بل أكدت بصوت واحد، هو صوت «أبو عبيدة»، أنها أعدّت ضربة صاروخية يغطّي شعاعها فلسطين كلّها، وأن قرار هذه الضربة موضوع على الطاولة بانتظار مراقبة سلوك العدو والتزامه، لتكون الطلقة الأخيرة في هذه المواجهة بيدها، وكذلك الطلقة الأولى في أيّ مواجهة مقبلة كما فعلت أخيراً. وإلى حين ذلك، سيشهد اليوم الجمعة تلبية لـ«دعوات من كلّ فلسطين لشدّ الرحال إلى باحات الأقصى لأداء صلاة الفجر العظيم»، وحشوداً على الحدود كافة وفي الداخل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى