الإمارات باتت مستوطنة إسرائيلية جديدة ودبي تفتتح جناحا للاحتلال في سوق السفر العربي
خصصت الإمارات جناحا لطيان الاحتلال الإسرائيلي في سوق السفر العربي بدبي، والذي تم افتتاحه أمس، الأحد.
وأثارت هذه الخطوة غضبا كبيرا بين النشطاء على مواقع التواصل ضد حكام الإمارات، وفضحت تناقضهم وزعمهم دعم القضية الفلسطينية.
جناح اسرائيل في سوق السفر العربي في #دبي الذي أنطلق الاحد. المعرض يحتوي على جلسة نقاشية تركز على العلاقات الخليجية الاسرائيلية وفق صحيفةُ البيان الاماراتية. pic.twitter.com/sANhw84jpg
— ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) May 17, 2021
هذا وبدأت فعاليات المعرض منذ أمس الأحد، بمشاركة متخصصين إقليميين ودوليين في مجال السفر والسياحة بمركز دبي التجاري العالمي, وأظهرت صورة جناحا للاحتلال الإسرائيلي في سوق السفر العربي، على الرغم من العدوان الذي يشنه على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والمناطق المحتلة عام 1948.
وسبق أن تداول ناشطون مقطعا مصورا وثق جزء من خطبة العيد، داخل مسجد الشيخ زايد بالإمارات، لخطيب المسجد عبد الرحمن سعيد الشامسي، يدعو فيه الله أن ينصر الأقصى والفلسطينيين.
وظهر خطيب مسجد الشيخ زايد عبدالرحمن الشامسي، وهو يعتلي المنبر ويدعو بما نصه:”اللهم إنا نستهل دعائنا بحمدك وشكرك والصلاة على خير عبادك محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله من كل سوء.”
وتابع الشامسي دعائه للفلسطينيين:”اللهم كن مع أهلنا في فلسطين يارب العالمين يا مجيب الدعاء، أليس هو القائل سبحانه ادعوني أستجب لكم.”
وظهر محمد بن زايد وإخوته جميعا وهم يرفعون أيديهم ويؤمنون على دعاء الخطيب بنصرة المسجد الأقصى.
وتسبب هذا المقطع في انتقادات حادة لحكام الإمارات من قبل النشطاء الذين استنكروا التناقض الفاضح في مواقفهم حيث أن محمد بن زايد الذي ظهر يؤمن على دعاء نصرة الأقصى، هو نفسه الذي أبرم اتفاقية التطبيع الخسيسة مع الكيان الغاصب في سبتمبر الماضي وباتت الإمارات ملجأ ومأوى للإسرائيليين يسرحون ويمرحون في فنادقها.
وأبرمت الإمارات مع الكيان المحتل العديد من الصفقات الاقتصادية وباتت منتجات إسرائيل المغتصبة من الأراضي المحتلة تغرق أسواقها تحت عبارة “صنع في إسرائيل”.
ورغم أن عام 2020 شهد توجّه 4 دول عربية للتطبيع مع إسرائيل، وهي “الإمارات والبحرين والسودان والمغرب”، فإن الإمارات كانت هي الأسرع في تنفيذ صفقات الشراكة والاندماج الاقتصادي والتجاري مع إسرائيل.
وكانت آخر هذه الاتفاقيات ما أشارت إليه وكالة رويترز، ووسائل إعلام مختلفة قبل أيام، من فتح المجال في بورصة دبي للذهب والسلع للإسرائيليين لإمكانية تسجيل شركاتهم فيها، والدخول على منصات التداول بها.
وحسب ما نشرته رويترز، فإن بورصة دبي أعلنت أن “الطريق مفتوح لإطلاق منتجاتها وخدماتها، مثل العقود الآجلة والخيارات التي تغطي قطاعات المعادن النفيسة والطاقة والسلع والعملة، في إسرائيل مع توسعها في تداول المشتقات بالشرق الأوسط”.
وعقب الإعلان عن تطبيع العلاقات بشكل كامل بين الإمارات وإسرائيل في سبتمبر/أيلول 2020، نشرت رويترز أن واحدا من أكبر تجار الماس الإسرائيليين، وهو تسفي شيمسي، قد توجه في أكتوبر/تشرين الأول 2020 للإمارات لتأسيس شركته لتجارة الماس وكان الرجل يذهب قبل ذلك للإمارات بجواز سفر ألماني، ولكنه هذه المرة ذهب لتأسيس شركته بجواز سفره الإسرائيلي.
ولمزيد من الإيضاح، فإن عقود الخيارات هي عقود بين طرفين تعطي لمشتريها الحق لا الالتزام بأن يشتري أو يبيع كمية معينة من الأسهم أو من سلعة معينة بسعر تنفيذ معين خلال فترة سريان العقد ويدفع مشتري الخيار لقاء تلقيه هذا الحق مبلغا معينا، يسمى ثمن الخيار، وهو مبلغ بسيط من سعر السهم، أو سعر السلعة.
ويرى البعض أن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية غير المعلنة قد بدأت قبل ذلك، حيث يعتبرون أن قبول عضوية الإمارات في الاتحاد العالمي لبورصات الماس عام 2004، بموافقة 22 دولة ودون اعتراض إسرائيل، كان بمثابة البداية الحقيقية في مجال تجارة مهمة، لها مستثمروها الكبار بل كانت هذه الخطوة بداية لحضور التجار الإسرائيليين لأسواق دبي في مجال الذهب والماس والمجوهرات ومجالات أخرى.
ونشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا قالت فيه إن القصف الإسرائيلي لقطاع غزة هزّ عمليات التقارب بين دول عربية وإسرائيل.
وأضاف التقرير أن ثلث الدول العربية تقريبا تقيم علاقات مع الدولة اليهودية، ولكن العنف أظهر أن العلاقات هذه ليست مهمة في حل النزاع، وأنها لم تعط الدول العربية ورقة نفوذ للضغط على إسرائيل, فعندما صدمت الإمارات العالمَ العربي وطبعت علاقاتها مع الدولة اليهودية، قالت إن التحرك جاء من أجل المساعدة في حل النزاع العربي- الإسرائيلي المستعصي. وبعد تسعة أشهر، وجدت الدولة الخليجية الثرية نفسها في وضع صعب تراقب حليفتها الجديدة وهي تقصف قطاع غزة الفقير.
وتعلق الصحيفة بالقول إن سفك الدماء هذا الأسبوع لم يعط الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات مع إسرائيل خاصة العام الماضي ضمن ما عرفت بـ”اتفاقيات إبراهيم” أي نفوذ، ولم تفعل العلاقات شيئا لتخفيف السبب الرئيسي وراء هذه المشكلة المستعصية.
وقالت سينزيا بيانكو، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “من الواضح أنهم “الإماراتيون” في وضع صعب، فمن ناحية، علاقات الإمارات مع إسرائيل طويلة واستراتيجية ويجب ألا تتزحزح. وفي الوقت نفسه، زعمت الإمارات ان اتفاقيات إبراهيم ستعطيها النفوذ لدعم الفلسطينيين والحد من العدوان الإسرائيلي ضدهم”.
وحتى هذا الوقت، رفضت إسرائيل محاولات الخارج لوقف الغارات والقصف على غزة، لكن بيانكو تعتقد أن أبو ظبي يمكنها استخدام نفوذها ودفع إسرائيل للحد من عملياتها. إلا أن هذا التدخل قد يؤثر على التقدم في المشاريع الاستراتيجية المهمة للإمارات. ومن المشاريع المقترحة، برنامج مشترك لإنتاج نظام مواجهة الطائرات المسيرة.
وتبع التطبيع الإماراتي علاقات أخرى بين البحرين والسودان والمغرب مع إسرائيل، وهو تحول عن الموقف العربي المعروف من الدولة العبرية.
وكان الموقف العربي قبل الاتفاقيات الأخيرة هو أن الاعتراف سيكون تابعا لتسوية عادلة مع الفلسطينيين تقود لإنشاء دولة فلسطينية.
وكانت الاتفاقيات التي غلبت عليها الصفة التجارية والتبادلية ورعتها إدارة دونالد ترامب التي لم تخف دعمها الكامل لإسرائيل، سببا في شعور الفلسطينيين بالخيانة والعزلة.
المصدر: متابعات