العدوّ يرتكب مجازر جديدة في غزّة: 42 شهيداً في ليلة واحدة | هجمات نوعيّة للمقاومة في البحر وصليات الصواريخ مستمرة
الأخبار- رجب المدهون
غزة | واصل جيش الاحتلال صبّ جام غضبه على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة عبر تكثيف عمليات استهدافهم في بيوتهم الآمنة، ما أوقع مجازر راح ضحيتها العشرات من العائلات التي انهالت عليها مئات القنابل من الطائرات الحربية في ليلةٍ وُصفت بأنها الأشد قصفاً عليها منذ أيام. واستفاق أهل غزة صباح أمس على جريمة حرب مكتملة الأركان بقصف جيش الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى أكبر مستشفيين في القطاع: الشفاء بغزة، والإندونيسي في الشمال، إضافة إلى قصف عمارات سكنية متجاورة لعائلات تسكن بعيداً عن «الشفاء» 200 متر، ما أدى إلى شطب أسر كاملة من السجل المدني الفلسطيني. وبعد أكثر من 18 ساعة من البحث بين أنقاض المباني، استطاعت فرق «الدفاع المدني» انتشال 42 شهيداً، بينهم 16 سيدة و10 أطفال وطبيبان استشهدوا مع عائلاتهم، إضافة إلى 50 إصابة بجروح مختلفة، ليرتفع عدد الشهداء إلى 188، بينهم 55 طفلاً و33 سيدة، و1230 إصابة بجراح مختلفة، وذلك بعد المجزرة وعمليات اغتيال المدنيين في مختلف المناطق.
خلال الحملة نفسها، استهدفت الطائرات الحربية مقر وزارتَي العمل والتنمية الاجتماعية في مدينة غزة، ما تسبب في تدمير مبنى العمل بشكل كامل وإلحاق أضرار بالغة في التنمية الاجتماعية، ومخزن العُهد التابع لها، كما أعلن جيش الاحتلال تدمير منزل مخلى يعود إلى قائد «حماس» في غزة، يحيى السنوار، بعد استهدافه بجنون وبأكثر من سبعة صواريخ من النوع الثقيل، فيما دمرت طائرات حربية عمارة سكنية وسط القطاع. وبخلاف ادعاء الاحتلال أن ضرباته استهدفت تدمير أنفاق للمقاومة تستخدم لتخزين السلاح والعتاد، نفى مصدر في «حماس» ادعاء الاحتلال، مؤكداً في حديث إلى «الأخبار»، أنه ليس للمقاومة أي أنفاق أو مخازن سلاح في أسفل تلك المناطق، وقال إن «ما جرى مجزرة أراد الاحتلال بها إرهاب الشعب الفلسطيني للضغط على المقاومة لإيقاف المواجهة بشكل أحادي دون التزام الاحتلال بأي شروط».
وأدت عمليات القصف واستهداف المنازل والعمارات والأبراج السكنية في مختلف مناطق القطاع خلال الأسبوع الماضي إلى نزوح أكثر من 38 ألف مواطن إلى 48 مدرسة تابعة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا).
من جهتها، ردت المقاومة على العدوان بإطلاق الرشقات الصاروخية تجاه مستوطنات «غلاف غزة» ومدن المركز في دولة الاحتلال، بينها صلية كبيرة على مناطق أسدود وعسقلان وبئر السبع وسيديروت، وقاعدة «رعيم» وقاعدة التنصت الخاصة بالفرع 8200 ومستوطنة «ياد مردخاي»، وذلك «رداً على المجزرة البشعة بحق الأطفال والنساء والمدنيين في مدينة غزة، والاعتداء على أهالي الشيخ جراح والمتضامنين معهم».
وفي اليوم السادس للمواجهة، ركزت المقاومة من عمليات استهداف الجنود والحشود العسكرية على طول حدود القطاع، إذ أعلنت «كتائب القسام» قصف حشود جيش الاحتلال في منطقة «زيكيم» ومستوطنة «نير عام» ومواقع «يفتاح» و«كفار عزة» و«مفلاسيم» بعشرات قذائف الهاون من النوع الثقيل. كما أعلنت «سرايا القدس» استهداف موقع «إيريز» بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل واستهداف منصة «القبة الحديدية» في منطقة «نير إسحاق» جنوب القطاع بصواريخ مكثفة.
وفي تطور جديد، أعلن جيش الاحتلال، بعدما سمحت الرقابة العسكرية، أن «القسام» سعت إلى استهداف حقل غاز إسرائيلي يدعى «إيتمار» ويبعد 20 كلم عن القطاع ويقابل عسقلان بعدة صواريخ دون أن يصيبه وهو ما أدى إلى أوامر بإغلاق المنصة حتى إشعار آخر، فيما كشف الصحافي في قناة «كان» العبرية إيتاي بلومنتال أن المقاومة حاولت استهداف منصة الغاز بواسطة غواصات مفخخة غير مأهولة من إنتاجها.
كذلك، نقل الصحافي يوسي ميلمان المقرب من الأجهزة الأمنية أن المقاومة استخدمت برامج كان الشهيد محمد الزواري (اغتاله الموساد في تونس عام 2016) قد عمل عليها لإنتاج طائرات وغواصات مسيرة، وأن هذا المشروع استمر العمل عليه في غزة، وقد طوّرت المقاومة طائرات وغواصات تستطيع حمل 50 كلغ من المواد المتفجرة لتفجر المنصة.