الحدث

“القوّات” والحلّ.. إنها لعبة إنقاذ جبران

“ليبانون ديبايت” – علي الحسيني

لا يزال سوء الطالع الحكومي يُرافق المسؤولين اللبنانيين في عملية التشكيل الحكومي، ويفرض سلوكه السلبي على أدائهم المهزوز، ويتحكّم بمصير المساعي والمبادرات الرامية إلى إنقاذ الوضع برمّته، قبل الوصول إلى الإنفجار الذي سيلي مرحلة الإنهيار. وما يزيد من ضبابية المشهد الحالي واستحالة الوصول إلى تسوية سياسية تُفرِج همّ اللبنانيين، وصول “المعركة” بين رئيسيّ الجمهورية ميشال عون والمُكلّف سعد الحريري إلى مرحلة، أصبح الرجوع فيها أكثر ضرراً بالنسبة إلى كليهما إنطلاقاً من مقولة ” فاقد الشيء لا يُعطيه”.

وسط تزاحم الأحداث الحاصلة على أكثر من محطّة داخلية وخارجية، لا يزال ملف تأليف الحكومة في لبنان، يبحث عن مُنقذ يُبصر على يديه النور بعدما فُقد الرجاء من أهل السلطة. وعلى ضفّة سقوط المبادرات الواحدة تلو الأخرى، ما بين عناد سياسي وإصرار طائفيّ، ينظر حزب “القوّات اللبنانية” إلى الحالة المتفاقمة، من زواية، أن لا خلاص للبنانيين بالعيش بحياة كريمة، إلا بانتزاع حقّه من فم “وحوش السلطة” بيده والدفع نحو انتخابات نيابية مُبكرة، ثم انتخاب رئيس جمهورية بعدها، بدل إضاعة الوقت في رسم “سيناريوهات” حكومية ما زلنا نعيش أثارها منذ عقود طويلة.

أمّا بالنسبة إلى الخيارات المُتبقيّة لدى القيّمين على عملية التأليف، يؤكد مصدر “قوّاتي” بارز، أن “جميع الخيارات قد سقطت من أيدي هؤلاء، وأن الوحيد المتبقّي لديهم، هوخيارالإمعان في تضييع الوقت، واللعب في وقت البدل الضائع، بانتظار حصول تسويات أو تحوّلات إقليمية ما، ويُمكن أن تنتشلهم مما هم غارقون فيه، هذا مع العلم أن جميع التحوّلات الخارجية، لم ولن تصبّ في مصلحة المُعطلين، وبالتالي، يبدو أنهم يعيشون آخر الفترات السياسية المُتبقية لهم، لتعود بعدها الكلمة للشعب اللبناني”.

وبحسب المصدر “القوّاتي”، ثمّة جهة لبنانية، “تنتظر ما يُمكن أن يأتيّها من فُتات من الراعي الإقليمي (إيران) علّها تتمكّن من الصمود لبعض الوقت ضمن سياسة التعطيل التي تقوم بها حالياً، وهي تأمل في إبقاء لبنان كما هو اليوم، رهينة لمحور “التعتير”، وبالتالي، جعلنا مُلحقاً لولاية لم نفقه منها سوى الموت والإغتيالات والخراب والدمار والإمعان في تقويض نظامنا وهدم مؤسّساتنا”.

وبرأي المصدر نفسه، فإن الصراع القائم في لبنان حالياً، هو ذو خلفيّة سياسية محض، الهدف منها التحضير للمواعيد والإستحقاقات المُقبلة، أبرزها الإنتخابات الرئاسية والنيابية، وقد أصبح معروفاً لدى القاصي والداني، بأن رئيس الجمهورية لن يتّفق مع الرئيس المُكلّف، إلّا “وفق شروط تُعيد إنقاذ النائب جبران باسيل والعودة به إلى ملعب رئاسة الجمهورية”.

وحول طريق الخلاص الذي يؤدي إلى تأليف حكومة جامعة تعمل ضمن بيان دستوري واضح على قاعدة مصلحة لبنان واللبنانيين أوّلاً، يؤكد المصدر “القوّاتي” أن “لا مخرج للأزمة التي أوقعونا بها، إلّا بإعادة إنتاج السلطة جديدة من خلال إنتخابات نيابية مُبكرة وفقاً للقانون الحالي”.

أما لماذا القانون الحالي، وليس القانون الذي يطرحه رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، لبنان دائرة إنتخابية واحدة، يُلفت المصدر إلى أن “أي نقاش حول قوانين إنتخابية معناها السلام على لبنان. أما طرح الرئيس بري، فهذا يُعتبر ضربة للإنتخابات النيابية ويؤخّرها ونتيجتها ستكون ضربة حقيقية للعديد من الأطراف اللبنانية، خصوصاً وأن لبنان ليس جاهزاً بعد لانتخابات من دون قيد طائفي في مثل هذه الظروف، بسبب وجود خلافات عميقة حول الهويّة ودور لبنان الإقليمي، وأيضاً حول مسألة الحياد. ومن هنا، لا مجال على الإطلاق، للذهاب إلى مشاريع تُلغي أي طرف لبناني”.

ويستطرد المصدر نفسه ويُوسّع مروحة “البيكار” السياسي من الداخل إلى الخارج، في إشارته إلى ما حصل في الساعات الماضية على جبهة الجنوب، بحيث يُشدّد على أن أي “حرب في لبنان، هي رهن ما تُريده إيران. لكن على الرغم من هذا الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة ومدى تأثيرها في لبنان من خلال “حزب الله”، لا نرى أن حصول حرب في لبنان أمر يُمكن حصوله بين ليلة وضُحاها، خصوصاً وأن إيران تستفيد مما يجري في فلسطين ومن إشاعة أجواء حرب بين “الحزب” وإسرائيل، أكثر مما يُمكن أن تُحقّقه في حرب فعلية وتحديداً في الملف النووي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى