تحقيقات - ملفات

فلسطين قلب محور المقاومة…

باريس – نضال حمادة-البناء

ما لم تكن تحسبه «إسرائيل» وأتباعها من دعاة التطبيع في العالم العربي حصل خلال أقلّ من 24 ساعة من اندلاع المعركة في غزة، ولعلّ هجوم المقاومة الفلسطينية العسكري كان أقلّ وقعاً على «إسرائيل» وأتباعها العرب من التصريحات التي صدرت عن القيادات العسكرية لفصائل المقاومة على اختلافها والتي أكدت كلها على دعم محور المقاومة والدعم الإيراني الذي مكّن المقاومة الفلسطينية من الوصول الى توازن ردع مع العدو «الإسرائيلي»، في وقت غابت فيه كلّ الدول والزعامات التي اختطفت غزة الى محور خارج محور المقاومة بل إلى محور معادٍ لها في الحرب على سورية.

عادت فلسطين الى موقعها في قلب محورها الحقيقيّ في هذه الحرب، استخدمت المقاومة الصواريخ الدقيقة الإيرانيّة، استخدمت صواريخ الكورنيت السورية، صرّح قادة الفصائل الميدانيون انّ المال الذي يأتيهم إيراني، اختفت قطر واختفت تركيا وغاب صوت أردوغان البهلوانيّ، فيما صمت راشد الغنوشي صمت أهل القبور، أما الغائب الأكبر عن فلسطين وأهلها ومقاومتها هو خالد مشعل المنعزل في قصره ومسبحه في قطر.

في محور المقاومة خرج قائد أنصار الله وزعيم اليمن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة مقتضبة من عدة دقائق أعلن فيها عن حملة تبرّعات للشعب والمقاومة الفلسطينية رغم الحصار والحرب على اليمن منذ سنوات، لكن الأهمّ في كلمته كان التصريح أنّ اليمن سوف يستمرّ على استعداده والتواصل مع محور المقاومة في موقف أوضح أنّ محور المقاومة قد يتدخل إذا تطوّرت الأمور إلى ما يتعارض مع مصلحته.

في الميدان، كان الحدث الأكبر هو تعطيل القبة الحديدية التي طالما تباهت بها «إسرائيل»، في استراتيجية عسكرية جديدة، كما أتى الإعلان عن القرار بقصف تل أبيب متخذ في حال قصف العدو الأبراج العالية في غزة بمثابة ردع مفاجئ أيضاً.

على الصعيد السياسيّ الاستراتيجيّ أعادت أحداث القدس فلسطين الى محور المقاومة بسرعة البرق، وأعادت محور المقاومة الى دوره الرياديّ والحيويّ في الأمة بعدما حاول المتطفلون سرقة هذا الدور عبر ركوب موجات ما يُسمّى بالربيع العربي الذي ظهر وجهه الآخر الوجه الأميركي «الإسرائيلي» الفاقع.

ثورة أهل القدس وحرب أهل غزة تتزامن مع انتصارين الأول للتاريخ وهو تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني والثاني للحاضر والمستقبل وهو الانتخابات الرئاسيّة في سورية، عصب المقاومة وسندها الكبير.

كلنا نعرف أنّ الكورنيت الذي دمّر الآلية «الإسرائيلية» أمس في غزة، كورنيت سوريّ اشتراه بشار الأسد من روسيا وأعطاه للمقاومة في لبنان وفي فلسطين لتحمي أهلها ولتنتصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى